كما هو معلوم، احتضن قصر التراب بشراكة مع فندق تافيلالت يوم أمس الجمعة 16 مارس 2019 النسخة 12 من المقهى الثقافي بمكناس، والذي استضاف الكاتب والشاعر والفاعل المدني صلاح الوديع الأسفي في لقاء مفتوح حول مساراته النضالية والأدبية والحقوقية والسياسية، بالإضافة الى تكريم الناشطة السياسية والمدنية انتصار خوخو بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
في هذا اللقاء الثقافي، استهل صلاح الوديع مداخلته بالحديث عن تجربة الاعتقال السياسي، مستحضرا عائلته ورفاقه واطوار المحاكمات والسجن المركزي والاوضاع الساسية والاجتماعية التي كانت تتميز بها مرحلة السبعينات. كما تناول في معرض حديثه العمل الحقوقي، ومساهمته في الميلاد العسير للمنظمة المغربية لحقوق الانسان، وتجربة هيئة الانصاف والمصالحة والمرحوم ادريس بن زكري، كتجربة رائدة مكنت المغرب من إقرار الحقيقة وجبر ضرر الضحايا، كثمرة تفاعل جدي بين ديناميات المجتمع المدني ومبادرات عائلات الضحايا، والملك محمد السادس.
كما تحدث صلاح الوديع عن تجربته في “حركة لكل الديمقراطيين”، حيث اعتبرها من المبادرات الشجاعة والهادفة التي عرفها مغرب العهد الجديد، وانخراطه في تأسيسها كان عن قناعة املتها عليه الحاجة المجتمعية لتصور مشروع مجتمعي ديمقراطي جديد.
ورغم معانات سنوات الجمر والرصاص، اعتبر صلاح الوديع ان المغرب شهد تقدما على العديد من المستويات بفضل نضج واجتماع ارادات وتضحيات مختلف الفاعلين من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان، داعيا الاسلاميين لاجتياز امتحان الاقرار بالديمقراطية كما أجتازها غيرهم.
وفي معرض حديثه عن اليسار، تمنى الوديع لو جرب يساريو المغرب الوحدة والعمل الوحدوي ولو لمدة قليلة، داعيا في نفس الوقت لقراءة نقدية في تجربة اليسار و ضرورة الانتباه الى التحولات المعاصرة والمستجدات التي طرأت في حياة الأفراد والمجتمع.
وعن حراك الريف، قدم الوديع جزء من خلاصات ” المبادرة المدنية من أجل الريف”، مؤكدا على خصوصية هذا الحراك الذي استمر عدة شهور من دون أن يتدخل الأمن، وقارن هذا الوضع بأحداث ماي 65 واحداث أخرى.
وفي حديث عن الدولة ومن يمثلها، دعا صلاح الوديع لعدم الخلط بينها وبين مهام ومسؤوليات مراكز القرار، بعيدا عن المزايدات و كل أشكال تبخيس التاريخ النضالي المغربي ورجالاته ونسائه وشبابه ونخبه، مستحضرا تجربة الراحل عبد الرحيم بوعبيد وتجربة التناوب التاوفقي.
وفي الأخير، اختتم صلاح الوديع النسخة 12 من المقهى الثقافي بمكناس بقصيدتين شعريتين: “وداعا محمد” و ” قصيدة حب”.
المريزق المصطفى
عن: فاس نيوز ميديا