بمكناس حكى مواطن، ممكن أن تجد شرطي المرور ينصب فخا مروريا من وراء جدار وبعلامة خفف السرعة قف مخافة، ممكن أن تجد شرطيا يؤمن أن ( الله يرانا) ويرفع سبابته نحو السماء. حين نحكي معاناة هذا المواطن مع شرطي مرور فإن الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجموعة ملاحظات توجيهية لا غير .
حين تنتفي عناصر القانون الأساس بالوضوح والشفافية، ولما فصل القول بالحكامة. فإنه ممكن أن تستخدم وسيلة لنصب الفخاخ المرورية الخفية، لكن فقه القانون برئ من ذلك. فحين يطبق القانون بلغة لا تمت إلى سلوكيات مدنية حديثة، حين تحضر عجرفة ممكن أن تكون مسنودة في تطبيق القانون من باب (حصلتك)، فإن القانون خرق وخرقت مفاهيمه الفضلى، لأن القانون لا يحتمل لغة الظل والاختباء، ورفع الأصبع نحو السماء (بيننا الله)، بل للقانون لغة مكاشفة وحقيقة، و جرأة الوضوح.
بطريق فاس تم سحب رخصة السياقة من مواطن لا لشيء إلا أن الشرطي المرور يؤمن بالنص القرائي لبوكماخ (الله يرانا)، فهو يقدر بأنك لم توقف عجلات سيارتك على بعد رؤية (150م) تقريبا، وأن كلامك واستفساراتك لا تعنيه في شيء، وأنه هو سلطة الحق والتقدير، حتى أنه يرى خلف جدار إسمنتي ولا يمكن تكذيبه و علامة تشوير (الله يرانا) كانت حاضرة.
حين تحدث معه المواطن بلغة القانون كان يرفع أصبعه إلى السماء يعني (الله يرانا). نعم، تعلم في النص القرائي أن الله عادل في السماء، وعدل الله في الآخرة نؤمن به جميعا، فأين عدل قانون الأرض واحترام رأي المواطن والمكاشفة في مراقبة المخالفات؟.
حين تم سحب رخصة السياقة من المواطن، توجه نحو أقرب قباضة للأداء فتم سؤاله ، أين تقطن؟ حين استفسر عن أمر السكن، قيل له إنه القانون الذي يوزع المواطنين بمكناس حسب موقع سكنك والقباضة التي تتبع لها. قال المواطن، وإلى كنت من مدينة أخرى، شنو ندير؟.
آه، اليوم الجمعة حضر القانون بقوة في صناعة عذاب مواطن لم يستمع إليه رجل قانون المرور لرأيه ولا لملاحظاته عن خطأ مروري، لم يتم الأخذ بكلامه، ولم توضع بالمحضر خانة لإبداء ملاحظاته وأخذها بالاعتبار قبل الأداء، بل وضعت خانة التوقيع على محضر لا ترى حتى ما كتب به من أسباب المخالفة والغرامة. الأهم تفهمت موظفة القباضة الوضعية من المواطن الذي سحبت منه رخصة السياقة ، وتم أداء الغرامة قبل أن تبيت الغرامة ليلة وتزيد ب (100درهم).
لكن حب المواطن للقانون و متابعة تفرعاته يقول، توجه إلى دائرة الأمن الخاصة بشرطة المرور رفقة شاهد كان معه، بأمل سماعه ووضع شكاية لإجراء مقابلة مع شرطي المرور وبحضور رئيس دائرة المرور، فرغم أننا بالمغرب نقول ( خلص عاد شكي)، ورغم أن المواطن له شاهد حضر واقعة (الله يرانا) لكن لحد انتهاء اليوم لم يتم الاستماع إلى المواطن أو تحرير محضر شكاية.
بمكناس ممكن ألا تقوم بأي عمل ، حين يتم نصب فخ مرور من وراء جدار، بعد صلاة جمعة وإلى حدود انتهاء التوقيت الإداري لم يتم تسليم رخصة سياقة مرور المواطن إلى مكتب الإدارة المركزية لشرطة المرور ليسحبها المواطن بعد أن قام بالأداء. لا يعلم المواطن ما السبب؟.
لن تقل ثقتنا بعناصر أمن شرطة المرور يقول المواطن بعرض هذه النازلة، لكنه يطالب بعدم نصب الفخاخ من وراء شجرة أو جدار خفي، يطالب بعدم الاحتكام إلى لغة ( الله يرانا) الذي أدى حركتها شرطي المرور رافعا سبابته إلى السماء، بل إلى تطبيق القانون والتنصيص على موجهات رفع تظلم المواطن من قبل نفس شرطي المرور بكل أدب وتواضع، يطالب المواطن بعدم الأداء المسبق والاحتكام إلى قاض يستمع لنفس شرطي المرور والمواطن سواسية، وللقاضي كافة الصلاحيات في اتخاذ الإجراء القانوني العادل.
يقول المواطن، لن يتم احترام قانون السير إلا بوضع كاميرات توثق الحدث بالصورة ، وبلا تقديرات جانبية (الله يرانا) وتبسيط وسائط الأداء دون اللجوء إلى قباضة موضع السكن. لن يتم إلا باعتبار المواطنين سواسية أمام القانون حين تردد نفس الشرطي دون تسجيل مخالفة لسيدة لكنه حين رأى متابعة الأمر تناول القلم الجاف وقرر توثيق المخالفة. بقي المواطن بدون رخصة سياقة، وهو قد احترم قانون الأداء، فهل الله يرى ما تفعل الإدارة بمواطنيها ؟.
محسن الأكرمين .
عن موقع : فاس نيوز ميديا