أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، “ناصر بوريطة” ، أمس الجمعة 22 مارس الجاري بجنيف أن المغرب، يأمل أن تنخرط الأطراف الأخرى في المسلسل الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية ، “هورست كولر ” بإرادة حقيقية، بعيدا عن لغة الماضي، والمقاربات المتجاوزة ،والحلول المستحيلة.”
وأشار “بوريطة” خلال لقاء مع الصحافة في ختام المائدة المستديرة الثانية التي عقدت بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، إلى أن هذا اللقاء شكل مرحلة هامة في هذا المسلسل، مبرزا أن المغرب شارك في هذا الاجتماع، وفق مرجعيات وثوابت واضحة ومعروفة، مرتبطة بوحدته الترابية الوطنية وسيادته على كافة ترابه.
وأضاف أن ” المغرب انخرط بروح بناءة للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع الاقليمي ،وفق الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن رقم 2440 ، الذي تم تبنيه في أكتوبر الماضي”، مشيرا إلى أن هذا اللقاء كان هاما “ذلك أنه كرس شكل الاجتماع بمشاركة كافة الأطراف المعنية، المغرب، الجزائر، موريتانيا ومجموعة البوليساريو”.
وقال أن المائدة المستديرة أكدت ” الدور الهام الذي يضطلع به ممثلو ساكنة الاقاليم الجنوبية ، الذين شاركوا بشكل نشط ومكثف في الأشغال، وتدخلوا في كل نقاط جدول أعمال الاجتماع من أجل التأكيد على أنهم الممثلون الشرعيون لهذه الساكنة ،وأن النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية ،خلق دينامية كبيرة في هذه الاقاليم.”
وتابع الوزير في هذا الصدد “أن هذا الاجتماع كرس للمرة الأولى العناصر الضرورية ،لحل هذه القضية وفق قرارات مجلس الأمن”.
وذكر بأن الفقرة الثانية من القرار 2440 تؤكد أن الحل يجب أن يكون واقعيا ، مشيرا إلى أن” ما ليس واقعيا فهو مستبعد.”
وقال أن القرار يؤكد أيضا أن الحل يجب أن يكون عمليا ودائما ومبنيا على التوافق.
وتابع أن المحادثات خلال الاجتماع انصبت أيضا على قضية تقرير المصير ، مبرزا أن المغرب يعتبر أن هذا المبدأ سواء على مستوى مبادئه القانونية أو على مستوى الممارسة الدولية او على مستوى القناعة الثابتة للمملكة المغربية ، “لا يعني بأي حال من الأحوال الاستقلال ولا يعني الاستفتاء”.
وشدد على أن المغرب “لا يقبل أي حل مبني على الاستفتاء أو أي حل أحد خياراته الاستقلال، وهو ما يتوافق ليس فقط مع موقف المغرب، بل أيضا مع ما يطلبه مجلس الأمن”.
وذكر في هذا الصدد بأن عبارتي “الاستقلال” او “الاستفتاء” غائبتان نهائيا في قرار مجلس الأمن الذي تحدث ست مرات عن حل سياسي توافقي، مؤكدا بالتالي أن موقف المغرب متطابق بشكل تام مع ما هو موجود في قرارات الامم المتحدة.
وسجل في السياق ذاته أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تتماشى مع كل المبادىء التي تؤكدها المادة الثانية من القرار 2440.
وأبرز” بوريطة ” أن الحكم الذاتي يشكل حلا واقعيا وعمليا مبنيا على التوافق ، ويضمن تسوية دائمة للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية ، مشيرا إلى أن هذا الحل يتماشى كليا مع مبدأ تقرير المصير كما هو مؤكد في أدبيات وممارسات الأمم المتحدة وكذا في ما يخص القرارات المتعلقة بالصحراء المغربية.
كما ذكر “بوريطة” بأن المغرب ، انخرط في هذا المسلسل من اجل التوصل الى حل نهائي على أساس المادة الثانية من القرار 2440 ، مضيفا أن المملكة المغربية ،تأمل أن يكون الاجتماع المقبل فرصة لتناول عمق القضايا المرتبطة بهذا الحل الواقعي العملي.
وخلص إلى القول أن المغرب “لا يريد مسلسلا تصبح معه الاجتماعات هدفا في حد ذاتها”.
و.م.ع
عن موقع: فاس نيوز ميديا