يفتح معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام أبوابه على المستقبل من خلال الاحتفاء بالكتاب كأداة للتغيير ومرآة لحركية المجتمع في صيرورتها الإبداعية الخلاقة والمنفتحة.
وتستمد تيمة المعرض لهذا العام راهنيتها، وفقا للجهة المنظمة، من دور التظاهرات الثقافية ولاسيما معارض الكتاب في “تنشيط الحراك الثقافي وإيجاد بيئة ثقافية جاذبة”، وذلك ضمن مشروع مجتمعي شامل تمثل فيه “جودة الحياة” أحد مقوماته وأهدافه الأساسية.
فتحت شعار “الكتاب بوابة المستقبل”، انطلقت دوره هذا العام (13-23 مارس الجاري) في حلة مختلفة، بحسب أغلب المواظبين على الحضور في هذا الموعد الثقافي على امتداد دوراته السابقة، والذين لاحظوا في هذا الصدد، تحولا في نسخة هذا العام من حيث الإقبال اللافت لفئتي الشباب والنساء على المضامين الجديدة التي باتت تفرض وجودها في أورقته المختلفة.
ويلمس المتتبعون لحركية المعرض جانبا من هذا التحول الذي وسم دورته الحالية من خلال العناوين المعروضة في جنباته والتي غلب عليها تنوع في الحقول المعرفية التي تلامسها، وتعدد في التيارات الفكرية والأدبية لكتاب ومؤلفين من أطياف واتجاهات متباينة.
وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب والإعلامي رائد محمد المالكي أن “تراجع الرقابة” على المضامين المعروضة قياسا بدورات المعرض السابقة انعكس بشكل جلي في ارتفاع منسوب الحرية في العرض المعرفي لدور النشر التي تجاوز عددها خلال النسخة الحالية 900 دار نشر عربية وأجنبية.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التحول يندرج ضمن الجهود الرامية لدعم الحراك الثقافي بالمملكة، من خلال توفير “سقف عالي لطرح الآراء والمناقشات”، مسجلا في هذا السياق الاتجاه نحو “انفتاح أكبر في المنطقة العربية عموما لتقبل الرأي والرأي الآخر من دون أي تحفظات”.
وأشار إلى أن هذا الانفتاح تجلى في معرض الرياض للكتاب في الإقبال الكثيف للشباب والنساء على العناوين ذات المضمون الفكري والنقدي التي تعرضها دور النشر المشاركة، وكذا من خلال مشاركة هاتين الفئتين في الندوات الفكرية والمحاضرات التي تقام ضمن البرنامج الثقافي للمعرض.
ويرصد الناشرون بدورهم تزايدا في حركة إقبال النساء والشباب بالمعرض على جديد الإصدارات في حقول العلوم والفكر، ويصف الناشر المغربي عبد الجليل ناظم ذلك الإقبال ب”المفارقة” و”المفاجأة” التي تتلقاها “دار توبقال” التي يمثلها بالمعرض، وذلك بالرغم من توجهها “المنفتح والحداثي”.
من جهته، سجل الناشر المغربي نجيب فايتا من “دار افريقيا للشرق”، الإقبال الكبير لدى الشباب السعودي على الكتاب الفلسفي، عازيا ذلك إلى الإعلان عن إدراج مادة الفلسفة في المناهج الدراسية السعودية ابتداء من الموسم المقبل.
وفي تصريح مماثل، قالت مها البكران وهي خريجة الأدب الإنجليزي إن زيارة المعرض توفر لها فرصة الاطلاع على جديد الإصدارات في مجال العلوم اللسانية الحديثة، فضلا عما يتيح لها المعرض من الإطلاع على ثقافات الشعوب والأمم المختلفة.
وأشارت إلى أن هذه التظاهرة الثقافية تمثل نافذة للسفر عبر جغرافيا الواقع الثقافي والحضاري للعالم ومتغيراته واتجاهاته، كما تمثل للزائر فرصة للتثاقف وتوسيع مداركه المعرفية.
أما بدور الفصام العضو في اللجنة الثقافية للمعرض، فسجلت بفخر الحضور الذي بصمت عليه المرأة السعودية في هذا الموعد الثقافي السنوي سواء من حيث إقبالها على هذه التظاهرة كزائرة للاطلاع على جديد الإصدارات المعرفية، أو كمتحدثة في ندوات ومحاضرات وورشات العمل ضمن الأنشطة المصاحبة للمعرض.
كما أبرزت مشاركة المرأة “القوية” في الأفلام والمسرحيات التي تعرض ضمن فقرات البرنامج الثقافي للمعرض الذي شمل 13 فيلما سعوديا قصيرا، إضافة إلى تقديم عدد من المسرحيات للكبار والصغار بشكل يومي.
وتتواصل فعاليات هذه التظاهرة الثقافية بعرض ما يقارب 500 ألف عنوان، إضافة إلى تنظيم أزيد من 200 فعالية ثقافية.
ويستضيف المعرض هذا العام مملكة البحرين كضيف شرف دورته الحالية “لإبراز تراثها الفني وتقديم لمحات من نتاجها الإبداعي والثقافي” لزوار هذه التظاهرة الثقافية.
و.م.ع
عن موقع: فاس نيوز ميديا