قبيلة باكشارا.. قبيلة هندية يدفع أهلها أكبر بناتهن إلى ممارسة الدعارة وهن ما بين سن 10 و12 سنة، وهو تقليد متبع فيها منذ قرون، وعندما تكبر البنت تخلفها في العمل الأخت الأصغر سنا، وهكذا.
انتقل هذا التقليد من جيل إلى آخر وأصبح “تقليدا متوارثا ومقبولا”، ويعيش الذكور في تلك العائلات على ما تجنيه الفتيات الصغار من أموال مقابل ممارسة الدعارة، وفي بعض الحالات يقوم الأب أو الأخ بدور القواد، بحسب “بي بي سي”.
حتى حفلات الزفاف في هذه القبيلة الهندية تجري بطريقة مختلفة، إذ تطلب أسرة العروس مهرا كبيرا لابنتهن يشار إليه بـ “المهر العكسي”.
تعد الفتاة لتسلك هذا النمط في الحياة منذ ولادتها، ثم تجبر على ممارسة الدعارة وهي صغيرة، وقد تمارس الجنس مع عدة زبائن كل يوم، ويتنوع زبائنها من الأغنياء في المناطق الريفية إلى سائقي عربات النقل الثقيل.
وتسكن قبيلة باكشارا في منطقة نائية فقيرة في الهند، وأهلها يعانون من الفقر ويعتمدون على النساء لتحسين أحوال الأسرة المعيشية.
وينتشر سكان هذه القبيلة، وهم من القبائل الرحل، في ثلاث مناطق في ولاية ماديا براديش وسط الهند، وغالبا ما يعيشون في مناطق ريفية على جانبي الطرق السريعة، حيث يتوقف سائقو عربات النقل الثقيلة للراحة.
وعادة ما تنتظر الفتيات الصغيرات والمعروفات بـ “خلاواديس” أو “الفتاة اللعوب” في أسرّة مصنعة من الحبال في مجموعات أو بمفردهن لاجتذاب الزبائن.
وغالبا ما توجد أكشاك صغيرة على جانبي الطريق للتفاوض مع المسؤول الرئيسي عن الفتاة، وغالبا ما يكون أحد أعضاء أسرتها، ويعقد صفقات مع الزبائن تتراوح بين 100 و200 روبية هندية أي ما يعادل (1.45 دولار 2.80 دولار) لكل زبون.
ويقول بعض السكان المحليين إن ثمن الفتاة العذراء هو الأعلى، حيث يصل إلى نحو خمسة آلاف روبية هندية أي ما يعادل (75 دولارا).
وبالطبع أدى هذا التقليد الغريب والمهين إلى مخاطر عظيمة بسبب الإهمال الطبي، وأشارت الإحصاءات التي نشرتها إلى أن 15 % من عينات الدم التي جمعت من نحو 5500 من سكان المنطقة أظهرت أنهم يحملون فيروس نقص المناعة المتكسبة (الإيدز).
وبعض الفتيات أيضا تحملن ويصبح لديهن أطفالا، وبالإضافة إلى إجبارهن على ممارسة هذه المهنة، تمنع تلك الفتيات من الزواج من القبيلة أو المجتمع اللواتي تربين وكبرن فيه.
وهناك نظريات عدة ترتبط بمنشأ هذا التقليد المتبع، إحداها تكمن في معاناة القبائل الرحل من أجل الحصول على أموال، خاصة أنها تعيش خارج النظام المعمول به للآخرين، فوجدت في هذه الطريقة السبيل الوحيد لكسب العيش والتغلب على الفقر.
ورغم مداهمات الشرطة المتواصلة فإنه لا يمكن التغلب على هذا التقليد الموروث إلا بزيادة التوعية في المجتمع، كما يقول المسؤول في الشرطة الهندية.
وأصدرت ولاية، مادهيا براديش، التي تعيش فيها قبيلة باكشارا قانونا يعدم بموجبه أي شخص يغتصب طفلا تحت سن 12، كما أطالت مدة السجن للبالغين الذين يمارسون الجنس مع فتيات تحت سن 18، وهو السن القانوني في الهند.
وفي عام 1993 قُدمت خطة للقضاء على هذا التقليد الموروث لممارسة الدعارة لدى أهالي باكشارا لكنها لم تنفذ بشكل كلي، وستركز هذه الخطة على إعادة تأهيل النساء اللواتي مررن بهذه التجارب من خلال التعليم والصحة ورفع درجة الوعي، لكن بمساعدة الحكومة أو بدون مساعدتها فالتغيير سيحدث ببطء.
عن موقع : فاس نيوز ميديا