اليوم صبحا تذكرت بالرحمة على مؤلف سلسلة “إقرأ”، تذكرت أحد نصوصه وأنا أتجول عبر شوارع و أزقة مدينة مكناس، إنه النص القرائي “موسم الحصاد “. نعم، وعبر ما يزيد عن عقد من زمن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (الفترة من 16 إلى 21 أبريل / الدورة 14)، تشرع مدينة مكناس في موسم حصاد مبكر لغابات أعشاب ما فوق الطوارات والمساحات المهملة، وطلاء الطوارات وكل الواجهات التي من المنتظر مرور موكب الافتتاح. دخل الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب السنة (14) تحت شعار”الفلاحة كرافعة لخلق مناصب الشغل ومستقبل العالم القروي”، ولا يزال نفس النهج يتكرر سنة بعد سنة بالمدينة، حتى سماه المواطن المكناسي “موسم الحصاد “.
مكناس تتزين وتكشف عن مفاتنها ، بمعنى إنها كانت مهملة الصورة. تتزين باللحظة الرمزية، وبتكرار الأفعال والأشغال عبرما يشاهد بقوة الوصول إلى مركز الملتقى، بنفس مساحيق التجميل. كل المنافذ المؤدية حتما إلى موقع الملتقى تغرس جوانبها بالأزهار والرياحين والورود المتفتحة بقدرة الله بين عشية وضحاها ، وتكنس الأتربة التي عمرت حولا بالمكان .السؤال الذي تتداوله الساكنة، لما يتزين نصف المدينة موسميا فقط؟ هل الساكنة المكناسية لا تستحق مدينة تسلب نظرة الناظر بهجة، وتضمن نقاوة الفرح ؟.
كل من بالمدينة كان يرتضي بالأمل الواثق من إقامة الملتقى الفلاحي بالمغرب / مكناس، طفرة نوعية تفك عن المدينة شبح التنمية الراقدة التي لبستها، كل من بقي بالمدينة وعاشق لها، كانت رؤيته تستنجد إلى وصل ماضي مدينة السلاطين بحاضر تنمية سليمة بالمدينة .
كان الكل استبشر خيرا من الوثيقة التخطيطية التي تحدد رؤية التزامات، ومهام، وكذا مسؤوليات الجماعة، “برنامج عمل جماعة مكناس 2016/2021″، لكن الآليات و الأدوات اللازمة لتحقيق الأهداف (الكبرى) المتوقعة في المدى المتوسط، لا زالت تلاقي قلة الموارد المالية لتغطية محاورها الثمانية، لازال الترافع عن مكناس يعيش بؤس أيامه، فبقي جزءا -(في انتظار تقويم ما تحقق)- من المحاور الكبرى معلقا إلى حين.
مكناس مدينة الجن والملائكة ، كل المتناقضات والتباينات تجدها حاضرة ومعمرة بالتواتر بالمدينة، كل الرحايا الهوائية للتطاحنات اللسانية (السائبة ) سكنت المدينة وتشعبت بين ما لف من أسوار المدينة، وما فتح بها من أبواب. حينها أصبح قوم مكناس لا جبهة قوية للمرافعة عن المدينة، ولا هاجس تجديد يسكن المدينة حضارة وتطورا.
نفس المحاور الطرقية لم تتغير بالتوسيع (بالاستثناء) أو بإضافة مسالك أخرى جديدة، نفس مواقف السيارات، نفس الأشغال السنوية، ولم يتسن التفكير في البدائل و بالإبداع. من هذا الجانب لا أخفيكم القول فالثقل كل الثقل ينزل على شرطة المرور، والأمن الوطني أيام الملتقى الفلاحي بالمغرب / مكناس، كيف يمكن تدبير كثافة بشرية، وتوجيه أكثر من مليون زائر، و200ألف عربة نقل باختلاف أحجامها في ظل أيام معدودات؟ إنها مكناس تعيش زمن الجذبة العيساوية أيام الملتقى الفلاحي .
منذ (14) دورة، بعدد السنين. وتفكيرنا لا يبارح مكانه من تزيين المداخل. إنها سنوات هدر زمن التنمية الفعلية، والتدبير الحكيم في توجيه مكان الملتقى الفلاحي إلى متسع مفتوح وبناء قار، إنها مصاريف تتسرب في بناء ونزع (9 من الخيام الكبرى) .
لا أحد اليوم من أهل مكناس، والقيمين عن الشأن المحلي ينكر حركية الملتقى الفلاحي على المدينة، والجذب المادي للمعاملات التجارية والتسويقية، لا أحد من أهل ساكنة مكناسة ينكر الوصلة الإعلامية التسويقية. لكن الجميع ينكر على المدينة سياسة ” قدي بلي كاين “. فالمطالب تزداد بالتفكير في محاور طرقية تفك عزلة مدينة تختنق طرقها صباح مساء، فالمطالب وإن كانت بساطتها لا تتسع عمقا، فهي تتميز في خلق سياسة مدينة يكون فيها المواطن المكناسي هو المستهدف من جمالية المدينة طيلة السنة، لا مع الملتقى الفلاحي بأيامه “الباكورية ” المعدودة، وكفى.
متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا