أدى الملك محمد السادس، محفوفا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم ، صلاة الجمعة بمسجد حسان بالرباط.
واستهل الخطيب خطبة الجمعة بالتذكير بأن الماء يعد من النعم العظمى، التي أنعم الله بها على عباده والتي تستوجب الشكر الدائم بالمحافظة عليها، مبرزا أن الماء يعد ينبوع الحياة وسر الوجود، وروح الحضارة وعاملا جوهريا لكل نشاط اقتصادي، ويشكل حجر الزاوية لكل تنمية اجتماعية واقتصادية للبلاد.
ولاحظ أن لفظ “الماء” ورد في القرآن الكريم في 63 موضعا، مما يدلل على أهميته في جدل القرآن مع مخالفيه، مضيفا أن الفقه الإسلامي اعتنى أيما اعتناء بموضوع الماء، حيث تناول الفقهاء كثيرا من القضايا المتعلقة به، سواء ما تعلق بأنواع المياه والقواعد المتعلقة باستعمالها والانتفاع منها.
وشدد الخطيب على أن من أهم الأمور في موضوع الماء أخلاق التعامل الفردي مع هذه المادة الحيوية، موضحا أن القاعدة الأساس في هذه الأخلاق تقوم على ضرورة تجنب التبذير، إذ أن المؤمن يتميز بضمير حي حاضر يحاسبه في كل وقت.
وأضاف أن من فيض نعم الله على هذا البلد الأمين أن ملأ سهوله وجباله ووهاده أودية وأنهارا، مما جعله بلدا فلاحيا بامتياز، وجعل اهتمام مسؤوليه ينصرف إلى العناية بهذه الثروة الطبيعية الهامة، مذكرا بالعناية الخاصة التي أولاها الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني لبناء السدود، وبكل التدابير والإجراءات في المجال الفلاحي التي رافقت هذه السياسة.
وأكد أن الملك محمد السادس واصل تطوير هذه السياسة الرشيدة، حيث أمر، بوضع قانون جديد للماء صدر سنة 2016، أعاد تنظيم كل ما يتعلق بالماء، حتى يتمكن المغرب من تأمين الموارد المائية للأجيال الحاضرة والمقبلة.
وأوضح أنه إلى جانب مواصلة بناء السدود الكبرى، ما فتئ جلالة الملك يولي عنايته لبناء السدود المتوسطة والصغرى، حتى يستفيد الناس على مستوى كل جماعة وقرية من التساقطات المطرية، كما أن المٓلك يعد أحرص الناس على دراسة قضايا الماء حاضرا ومستقبلا، توقعا لندرته وما تحتمه من إجراءات وتدابير استباقية لمواجهة آثارها وعواقبها المحتملة.
وخلص الخطيب إلى أن الاقتصاد في الماء أهم من الاقتصاد في غيره، إذ عليه يتوقف كل شئ في الحياة، والناس عاجزون عن صنعه، بل وحتى عن استيراد كفايتهم منه، ولذلك يتوعد الله من لا يقدرون قيمته بقوله تعالى “قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين”.
عن موقع : فاس نيوز ميديا