كشف زهير الشهبي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بفاس عن أرقام المتمدرسين والمؤسسات المعنية بالأقسام بالمدمجة و الشركاء وكذا التدابير والإجراءات المتخذة في هذا الورش الوطني الهام جاء ذلك في كلمته خلال اليوم الدراسي حول تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بالوسط المدرسي المنظم يوم الأربعاء 15 ماي الجاري بمدرج المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان تحت شعار “جميعا من أجل تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة ”
وأكد خلال هذه التظاهرة الهامة التي تنظم بتنسيق بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس استفادة 451 تلميذة وتلميذا من تمدرس وخدمات الجمعيات الشريكة في إطار الشراكة مع المديرية الإقليمية مضيفا أن الإدماج المدرسي للأطفال في وضعية إعاقة عرف تطورا ملحوظا والمتمثل في تمدرس هذه الفئة من الأطفال في أقسام خاصة تحدثها وزارة التربية الوطنية أو إدماجا كليا داخل الأقسام العادية بالنسبة للإعاقة الخفيفة والمتوسطة ، لأن وجود الطفل في وسط عادي يساهم بشكل كبير في نموه الذهني والنفس حركي خاصة في مجال التعلمات
وأفاد استفادة الجمعيات الشريكة من 33 حجرة بالمدارس الابتدائية وهي ( جمعية مرآة الأطفال التوحديين – جمعية الصباح للأطفال التوحديين – جمعية صرخة للأطفال التوحديين جمعية الجسر – جمعية اليسر – جمعية الأمل للأطفال الصم جمعية عودة الأمل لحاملي القوقعة – جمعية الحركة للجميع ، مضيفا أن هذا الحراك يأتي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية اعاقة وتنزيلا للرافعة الرابعة من الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة واعتبارا للأهمية البالغة التي تكتسيها تربية الاطفال في وضعية اعاقة ونظرا للدور الذي يلعبه التعاون والتنسيق من اجل تحسين ظروف تمدرس هذه الفئة من المتعلمين والمتعلمات.
وأشار إلى أن عدد التلاميذ في وضعية إعاقة بالمؤسسات الابتدائية العمومية والخصوصية برسم 2018/2019 بلغ 783 منهم حوالي 694 بالمؤسسات العمومية و 89 بالمؤسسات الخصوصية . أما بالنسبة للأقسام المدمجة فقد أشار المدير الإقليمي إلى أن هناك 99 تلميذة وتلميذا ، في تسعة أقسام مدمجة، تحت تأطير وإشراف 9 أساتذة في تسع مؤسسات تعليمية حاضنة هي ( م عائشة أم المؤمنين م عبد السلام السباعي م عمر الخيام م الزرقطوني م الإمام مالك م الونشريسي م عبد الرحمان بن زيدان م عبد الكريم الخطابي م القاضي عياض.
من جهة ثانية وفي أفق تأمين الحق في ولوج التربية والتكوين للأشخاص في وضعية إعاقة وترسيخ مبدا تكافؤ الفرص أكد المدير الإقليمي تفعيل الدورية المشتركة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة من أجل تنزيل وتفعيل أدوار اللجنة الطبية الإقليمية ولجنة المديرية الإقليمية للاستقبال والتوجيه والتتبع في مجال تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة . وفي هذا الصدد كشف إحالة 80 طلبا للإدماج ، وبعد دراسة الملفات والاتصال بأولياء الأمور حضر 51 من التلامذة لمندوبية وزارة الصحة من أجل الكشف وتحديد الوضعية ، وجاءت نتائج اللجنة قبول 32 من التلامذة للتمدرس بالأقسام العادية ونظرا لكثرة الطلب على مدرسة الإمام مالك تم إحداث قسم مدمج خاص بالأطفال التوحديين يضم 9 تلاميذ ، فيما تم توزيع باقي التلاميذ بمختلف الإعاقات على مختلف المؤسسات التعليمية
أما بخصوص الإجراءات المتخذة على صعيد المديرية من أجل توسيع العرض ، أفاد المسؤول الأول عن الشأن التربوي بفاس عن عقد شراكات فاعلة ومتفاعلة مع عدد من جمعيات المجتمع المدني ، كما تم وتوزيع كتاب الإطار المرجعي للهندسة المنهاجية لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة أقسام التربية الدامجة على جل المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية إلى جانب تفعيل الإجراءات التنظيمية لتكييف المراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة إلى جانب القيام بعدة حملات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية مع مختلف الشركاء وزارة الصحة محمد 6 للمعاقين المجلس العلمي جمعيات المجتمع المدني من أجل التعريف بالإعاقة وكيفية التعامل مع الطفل المعاق عامة والطفل التوحدي خاصة .حيث استفاد جميع تلاميذ الأقسام المدمجة من الفحوصات الطبية المنتظمة في إطار الشراكة بين وزارة الصحة و وزارة التربية الوطنية ، وتميز اليوم الدراسي بمداخلات وازنة حيث قارب الأستاذ محمد أنور البوكيلي ممثل وزارة التربية الوطنية عن مديرية المناهج “استراتيجية وزارة التربية الوطنية في مـــجال تــمدرس الأطـــفال في وضعية إعاقة”، مبرزا مجهودات الوزارة بتنسيق محكم مع باقي الشركاء والمتدخلين من أجل تحسين وضعية الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، مؤكدا في السياق ذاته أن الوزارة منكبة على تفعيل عدة إجراءات و تدابير من أهمها إعداد مستلزمات تطوير العرض التربوي الخاص بالأطفال في وضعية إعاقة، الإدماج التدريجي للأطفال في وضعية إعاقة بالمؤسسات التعليمية، التوعية و التحسيس بأهمية تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، و تشجيع برامج الدعم و الشراكة” .
وتطرق الأستاذ خالد شنكيطي ممثل اليونسيف إلى التجارب الدولية في مجال الإعاقة. فيما تناول الدكتور سعيد خلافة ممثل مندوبية وزارة الصحة تعريف الاعاقة وكيفية التعامل مع الطفل في وضعية إعاقة أما الأستاذة سعاد الزاوية ممثلة مركز محمد السادس للمعاقين فقد تطرقت لتجربة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين حول الدمج المدرسي فيما تناول الأستاذ حميد الخزري منسق مندوبية التعاون الوطني في مداخلته تحسين ظروف تمدرس الأطفال في وضعية إعاقــة في إطــار صنــدوق التماسك الاجتماعي . كما استعرض الأستاذ عبد العزيز العرصي رئيس جمعية المنتدى المغربي للصم بعض التجارب الدولية للدمج المدرسي.
وقد تميز اللقاء الذي يسر فقراته الدكتور رشيد شاكري بمناقشة مستفيضة من طرف الجمعيات الشريكة التي أغنت العروض وناقشت مضامينها بكل موضوعية ، وقدمت اقتراحات وتوصيات . وسجل المسؤول المركزي وممثل اليونيسيف أهميتها مؤكدا أنه سيقوم بعرضها أمام الوزارة والجهة الوصية معتبرا وضع تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة من ضمن أولويات الوزارة ورؤيتها الاستراتيجية في إصلاح منظومة التربية والتكوين 2015-2030.
عن: فاس نيوز ميديا