لن نستبق الأحداث ونصطاد أحكام القيمة السبقية مهما كان نوعها ونعممها بالإقحام على أجواء افتتاح المهرجان الدولي للفيلم العربي في نسخته الأولى، لن نلتحف لغة الخوف من وافد جديد ممكن أن ينال حسنة السبق و يوطن إعادة إحياء الثقافة السينمائية بمكناس، لن نعمم حصيلة إخفاق ساكنة ومدينة ضمن تعثر بوابات التنمية (الثقافة/الفن والرياضة…)، ولكننا ممكن أن نقف بمسافة القرب من برنامج الدورة الأولى للمهرجان، ممكن أن نصفق لوجه فني يحمل البصمة السينمائية الجينية لمدينة السلاطين، باعتبار الممثل والمخرج والمنتج السيد إدريس الروخ سفيرا فوق العادة للسينما المكناسية/المغربية.
مرات عديدة نرمي بالقول لزوما إلى ضرورة التفكير في تصويب نفعي لمجموعة من المهرجانات المقامة بأرض مكناس، مرات متكررة نتساءل عن القيمة المضافة والاستثنائية لكل مهرجان في مؤشرات تسويق رؤية حلم مدينة في تنمية عادلة وشمولية، مرات عديدة نتساءل عن سبل تحصيل تنمية مدينة كواجهة ثقافية.
هو تفكيرنا البسيط الذي يفتش على النوعية التعددية للمهرجان الدولي للفيلم العربي لمكناس في نسخته الأولى بدل احتسابه من مهرجانات تدافع التراكم العددي الذي لا نلمس لهم أثرا موازيا على بنية مدينة وتحسين نمط عيش ساكنة وقيم اجتماعية سليمة. هي مكناس التي تعيش لحظات من الدوخة (التلفة) في غياب اختيار العلامة الحصرية التسويقية (الثقافة/السياحة/الفلاحية…). فمجموعة من المهرجانات المقامة إلى حدود أكبر ملتقى دولي للفلاحة لم تستطع مكناس فيهم نفض غبار التقادم والتناسي الذي أسكن المدينة بيت العنكبوت.
في بحر نهاية هذا الأسبوع ستعيش مدينة مكناس ما بين 14 و21 يونيو 2019 حدثا سينمائيا في نسخته الأولى، وهو من تنظيم “جمعية مكناس الزيتون الكبرى”، مهرجان يحمل رمزية الحمولة القومية العربية واللغة (الفيلم العربي) على اعتبار أنه سيتخصص ضمن خانة الفيلم العربي (الدولي). مهرجان قفز من خلال التسمية و نمذجة الأفلام التي ستعرض على مفهوم الهويات الفردية والذاكرة المشتركة ضمن متنوع المكون اللغوي المغاربي/ الإفريقي، مهرجان تحمل يافطته الاشهارية رمزية التنوع اللغوي المغربي، مهرجان أراد إحياء الذكريات التي تجيء ولا تؤدي من سينما المشرق العربي (مصر) والتي بهت وهجها منذ زمن بداية الدبلجة الرديئة، أفلام آتية من السينما العربية الحديثة والتي تروم إلى خلق توليفة فنية جديدة عند المتلقي بمكناس وذلك لترسيخ الثقافة السينمائية تجاه مستجدات السينما العربية (الدولية).
حقيقة نأمل من المهرجان الدولي للفيلم العربي لمكناس انفتاحه على جميع المكونات اللغوية السينمائية الوطنية والدولية، نأمل نقل المتلقي بمكناس من مستهلك سلبي للأنشطة الفنية السينمائية وضرورة تأثيث قاعة الثقافة (الفقيه المنوني) بحضور ملمح الواجهة المليحة إلى عنصر فاعل ومتفاعل مع كل برامج و أنشطة المهرجان الموازية للعروض السينمائية(الفنية والأدبية والتواصلية)، نأمل ألا يحمل المهرجان بهرجة يوم الافتتاح و لحظات الختم بالتكريم…، نأمل على انفتاح الجمعية المنظمة على المورد المعماري الأثري للمدينة وتسويقه بالإيجاب بدل الزيارات التفقدية السريعة التي لا أثر لعوائدها السياحية، نأمل على أن نلمس رواجا سياحيا واقتصاديا وفكريا بالمدينة مواكبا لأيام المهرجان، نأمل جلوس الجمعية المنظمة للمهرجان بعد الختم للتقويم واقتراح بدائل التطوير الممكنة في أفق التنويع.
كما سبق لي الالتزام به، لن نستبق أحداث الأفلام العربية (الدولية) بمكناس ونكتفي فقط بالتصفيق و أخد صور مع الوجوه السينمائية، ولكن نقر بالسبق أن مكناس من 14 و21 يونيو 2019 ممكن أن يصبح اسمها يتداول ضمن قنوات الإعلام الوطنية/العربية/ الدولية، ممكن أن تصبح مكناس قبلة لوجوه فنية وسينمائية تحيي حرارة الحياة الثقافية والفكرية والفنية بالمدينة وتجنبنا لزوما ولو للحظات عن منصات مهرجانات (الطبل والغيطة)، ممكن أن يحمل المهرجان الدولي للفيلم العربي في نسخته الثانية صدق حلم ساكنة “مكناس مدينة الثقافة والسينما”.
بقلم: محسن الأكرمين/ مكناس
عن: فاس نيوز ميديا