نستهل قراءة مواد بعض الأسبوعيات من “الأيام”، على هامش بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة الذي يؤكد أن الاحتفالات بالذكرى 20 لتربع الملك محمد السادس على العرش ستتم وفق العادات والتقاليد الجاري بها العمل، وبطريقة عادية دون أي مظاهر إضافية أو خاصة، وتطرق المنبر نفسه للقصة المثيرة لعيد العرش، وكتب أن عبد الهادي بوطالب قال في مذكراته إن فكرة تنظيم عيد العرش ولدت بفاس عام 1933 من طرف الحركة الوطنية.
وفي الجزء الثالث من كتابه “حياة وجهاد”، يؤكد محمد بلحسن الوزاني أن أول شخص اقترح فكرة عيد العرش كان هو محمد بن صالح ميسة، صاحب “مجلة المغرب” التي كانت تصدر في الرباط، وكان يكتب باسم مستعار في جريدة “عمل الشعب” التي كان يديرها الوزاني، وهو أول من دعا إلى تخصيص عيد وطني للاحتفال بذكرى تولية السلطان محمد بن يوسف في 18 نونبر 1927.
وأوردت الأسبوعية أنه بما أن التاريخ الذي كتبت فيه مذكرات محمد بلحسن الوزاني يقع في مرحلة متأخرة جدا عن الحدث في مهده، وبعدما شهدته الحركة الوطنية من انقسامات ومن صراع بين علال الفاسي وبلحسن الوزاني من جهة، وتصفيات دموية بعد الاستقلال بين الاستقلاليين والشوريين، في شخص بلحسن الوزاني وعبد الهادي بوطالب، على إسناد فكرة عيد العرش إلى محمد بن صالح ميسة الشوري، فإن ذلك يفرض التشكيك النسبي في صحة الرواية.
ووفق المنبر ذاته، فإن الاحتفال بعيد العرش على عهد محمد الخامس كان مناسبة وطنية في مواجهة المستعمر، وأداة للتأطير ونشر الوعي الوطني، ومحطة لتأكيد السيادة المغربية ووحدة العرش والشعب والمطالبة بالاستقلال فيما بعد.
أما عيد العرش على عهد الملك الحسن الثاني فكان أداة لترسيخ الحكم بالإجماع لكون السياق الذي جاء فيه الحسن الثاني تميز بالصراع حول السلطة، والطموحات التي ارتبطت بشخص الملك الراحل الذي كان يسعى إلى إحياء التقاليد الإمبراطورية للسلطان الشريفي كان لها تأثير كبير على شكل احتفال المغاربة بذكرى جلوس الملك على العرش الذي كان يصادف يوم 3 مارس.
وحسب “الأيام”، أيضا، فإن عيد العرش على عهد الملك محمد السادس تميز بالتحرر من ثقل القيود البروتوكولية؛ إذ تم التخلي عن مظاهر البذخ والترف والسلطوية والبهرجة التي ارتبطت بالمناسبة ذاتها في عهد الحسن الثاني.
بجلوس الملك محمد السادس على العرش، أخرج أحمد الميداوي، أول وزير داخلية في مملكة محمد السادس، يوم 30 يوليوز 2000، قرارا، بتوجيهات ملكية، يقضي بالتوقف عن تبذير الاعتمادات الضخمة المرصودة لعيد العرش من أجل توجيهها إلى مشاريع اجتماعية ذات طابع تضامني.
وورد بـ”الأيام” كذلك أن الأمير مولاي الحسن اجتاز امتحان السنة الأولى باكالوريا يومي الاثنين والثلاثاء 17 و18 يونيو بالثانوية التأهيلية دار السلام بحي التقدم الشعبي، رفقة زملائه في المدرسة المولوية، على خلاف عموم تلاميذ السنة الأولى باكالوريا الذين اجتازوا الامتحان الجهوي في مختلف مدن المملكة يومي 7 و10 يونيو الجاري، وذلك بحكم أن ولي العهد يتلقى تكوينا مختلفا شبيها بتكوين البعثات الفرنسية، كما يختلف تكوينه في جزء كبير منه عن المقررات التي يدرسها تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة التابعة لوزارة التربية الوطنية.
وفي حوار مع” الأيام”، نفى نور الدين الزياني تهمة التخابر والتجسس لفائدة “لادجيد”، وقال، وهو الذي اشتغل أستاذا في المغرب قبل أن ينتقل للعيش في إسبانيا وينشئ شركات هناك، إنه أسس في عام 1999 اتحادا للمراكز الثقافية بكاتالونيا، وإن كل همه كان هو خدمة التعايش ونشر الفكر المتفتح ونبذ التطرف والتشدد والعنف في إسبانيا، مؤكدا أن لا عاقة له لا من قريب ولا من بعيد مع أجهزة الاستخبارات.
وأضاف الزياني، الممنوع من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي لمدة 10 سنوات، أنه بعد واقعة اختطافه إلى المغرب سنة 2013، وبعد العديد من المقالات التي كتبتها الصحف الإسبانية في حقه والكتب التي أصدرها الصحافي الإسباني سامبريرو وتحدث فيها عنه على أساس كونه شخصا خطيرا، فإنه يتساءل مع نفسه ويقول: “ألا أعاني من انفصام الشخصية”.
وأشار نور الدين الزياني، في الحوار ذاته، إلى الصداقة القديمة التي تربطه بكل من عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومحمد بلحرش، رئيس المخابرات العسكرية بالرباط، لكون الثلاثة درسوا في جامعة محمد الأول وينحدرون من منطقة واحدة، قائلا: “بعدما وقع ما وقع ورحلتني السلطات الإسبانية إلى المغرب، فمن المنطقي حينها أن زوجات أصدقائي سيتضامنّ مع زوجتي”، مضيفا أنه مستعد لأن يذهب إلى إسبانيا بعد منحه تأشيرة استثنائية لتتم محاكمته.
وإلى “الأسبوع الصحفي” التي أشارت إلى اعتقال أحد كبار الأغنياء من دولة سيراليون من طرف المصالح الأمنية في مطار الدار البيضاء، غير أن تدخل جهات نافذة وبعض المحامين أنهى القضية، دون أن يعرف ما إذا كان الاعتقال لسبب سياسي أو بسبب قضية مالية أو خطأ في جواز السفر، وحده السفير السيراليوني يعرف الجواب.
وأفادت الجريدة الأسبوعية ذاتها أن فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بكلميم أوقفت قاصرا يبلغ سبعة عشر عاما، على خلفية اتهامه باختراق مجموعة من المواقع الإلكترونية، وقد تأتى ذلك بناء على معلومات وفرتها المصالح المركزية من خلال مراقبة الشبكة العنكبوتية، حيث تبين أن الموقوف تمكن من تنفيذ 39 عملية اختراق همت خمسة مواقع إلكترونية.
ووفق “الأسبوع الصحفي” دائما، فقد تم حجز الحاسوب الذي استعمله المشتبه فيه لتنفيذ اختراقاته قصد إخضاعه لخبرة تقنية، فيما احتفظ بالموقوف بالجناح المخصص للأحداث لفائدة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
ونقرأ في “الأسبوع الصحفي” كذلك أن رئيس وفد اليهود المغاربة بالعالم الذين يزورون مدينة الداخلة عبّر عن استعدادهم لبذل المزيد من الجهود للمساهمة في طي ملف النزاع مع الجزائر والبوليساريو، موردا أن اليهود المغاربة في العالم، وخاصة في أمريكا وفرنسا، يتمتعون بقوة ضغط كبرى في أجهزة الحكم.
وورد في المنبر ذاته، نسبة إلى مسؤول إفريقي، أن الاتحاد الإفريقي ناقش في جلسة غير معلنة عودة المغرب إلى الاتحاد، وأن جلستين غير معلنتين أكدتا ما يشبه معلومات موثوقة لدى مجلس السلم والأمن الإفريقي تقول بأن قرار المغرب ناتج بالأساس عن سيناريو سحب البعثة الأممية “المينورسو” من إقليم الصحراء وتخوفه من انتشار قوات الاتحاد الإفريقي شرق الجدار الدفاعي، فقرر العودة إلى الاتحاد الإفريقي لمنع هذا الخيار.
وأضافت الجريدة، نسبة إلى المسؤول ذاته، أن المغرب خارج المنظمة الإفريقية استطاع أن يعرقل مشاريع كثيرة ضد سياسته في الصحراء، وأن القوات الإفريقية صارت مع المدة هاجسا للعمل الإفريقي، وهاجسا سلبيا دفع العاصمة الرباط إلى العودة إلى الاتحاد الإفريقي.
أسبوعية “الوطن الآن” أشارت إلى مخطط عسكري لتجييش التلاميذ الجزائريين ضد المغرب، موردة أن ما يقوم به جنيرالات الجزائر من غسل أدمغة أطفال وتلامذة المدرسة الجزائرية لا يختلف عما اقترفه أدولف هتلر في حق أجيال من الأطفال والشباب الألمان عبر تكريس نظام تعليمي في “الرايخ الثالث” يمجد النظام النازي وعبادة أدولف هتلر “إله الحرب” حتى الموت، مضيفة أن العقيدة النازية والعقيدة “البوتفليقية” تتشابهان، مع اختلاف الأسلوب، في تدليس التاريخ وصناعة مشاتل أحقاد في أخيلة أطفال أبرياء ستكبر معهم فكرة أن المغرب دولة احتلال لا تختلف عن الكيان الإسرائيلي.
في هذا الصدد، قالت نعيمة كيى، أستاذة باحثة في الجغرافيا، إن بعض جنيرالات الجزائر يحلمون بتحقيق النصر الضائع” متجاهلين العمق التاريخي للمغرب، مؤكدة أن الكتب المدرسية الجزائرية لا تراعي كل الحقائق العلمية وواقع الحال، كما لا تراعي تطلعات الشعوب المغاربية، مذكرة بالمعطيات العلمية الواردة في الخريطة الجغرافية لما قبل عام 1830، وبالبيعة التي كانت بين القبائل الصحراوية وملوك المغرب.
وأفاد الخبير التربوي عبد اللطيف اليوسفي بأن الحروب التربوية التي تخوضها الجزائر ضد الوحدة الترابية للمغرب عبر الكتب المدرسية لا معنى لها، مشيرا إلى أن الكتب المدرسية الجزائرية لا تحترم التاريخ المشترك لهذه المنطقة بشكله المشرق، خاصة التاريخ المشترك، وتزرع فيه كيانا يعلم واضعوه أن حوله الكثير من النزاعات، محذرا من خطورة حقن الأجيال القادمة بمعطيات ومعلومات مغلوطة، ومنها تكوين الفضاء المغاربي من ست دول بدل خمس، وهو الواقع الفعلي، عبر زرع كيان وهمي في المنطقة، وهي حروب تربوية لا معنى لها.
ودعا اليوسفي التربويين والعقلاء والمثقفين في الجزائر إلى الالتفات إلى ما يجري في كتابهم المدرسي وتصحيحه بعقل يدفع إلى الوحدة والتعاون والتكامل بين البلدان المغاربية.
أما محمد العلوي لمراني، أستاذ متخصص في تاريخ الصحراء رئيس شعبة التاريخ بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، فذكر أن الواقع التاريخي والمجالي للمغرب يثبت عكس ما تدعيه الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر.
كما يرى أن ما تروج له الآلة الإعلامية والإيديولوجية الجزائرية بشأن قضية الصحراء المغربية في الكتب المدرسية الجزائرية ليس له أساس علمي أو تاريخي، مشيرا إلى أن حكام الجزائر يعانون من عقدة التاريخ، حيث لم يكن هناك أي أثر لدولة اسمها الجزائر قبل عام 1963، وهو المعطى الذي أشار إليه المفكر الجزائري الراحل محمد أركون.
سؤال: هل تخطط فرنسا لطرد المراكشيين والاستيلاء على مدينتهم؟ عنون ملفا ضمن مواد “الوطن الآن”، التي كتبت أن المغرب يعتبر أول قبلة للفرنسيين في إفريقيا، وثاني وجهة إلى الخارج، بعد إسرائيل، حسب مصادر رسمية فرنسية، وفي غضون ذلك ستظل مدينة مراكش الوجهة المفضلة لدى هؤلاء، حيث تشير مصادر رسمية محلية إلى أن ما يقارب 32 ألف نسمة من الفرنسيين، معظمهم من المتقاعدين، يقيمون حاليا بالمدينة الحمراء.
وقياسا لما يعتبره الباحثون “ظاهرة المقيمين الجدد”، فإن توافد هؤلاء الفرنسيين على المدينة الحمراء المنفتحة، سواء منهم المتقاعدون أو غيرهم، يأتي من أجل الاستثمار أو لقضاء ما تبقى من حياتهم في سكون ورغد.
في هذا السياق أفاد مولاي عبد الحكيم الزاوي، باحث اجتماعي، بأن التميز الأجنبي الوافد والمحلي يولد الإقصاء والحكرة. وأورد مصطفى السعليتي، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن المشكل ليس هو المقيم الأجنبي، بل هو تلك النمطية التي نسقطها على الآخر. وقال مرشد الدراجي، مدير نشر “مراكش الإخبارية”، إن مراكش ظلت دوما مدينة التعايش وتلاقح الحضارات.
عن: فاس نيوز ميديا