خرجت الأفلام المغربية من المسابقة الرسمية كما دخلتها خاوية الوفاض، خرجت السينما المغربية من بين أقلام قرارات لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفيلم العربي دون أن تنال حسنة التتويج و التصفيق بمنصة ذوي القربى، خرجت وجوه سينمائية من قاعة الختم قبل أن يسدل ستار النسخة الأولى عن المهرجان الدولي للفيلم العربي بالتمام وعلامات غضبة تحملها غصة في الحلق من عدم الصعود إلى منطقة التتويج.
تقويم الحصيلة النهائية للمهرجان لن تنفك تتضح إلا من خلال تفكيك مؤشرات المداخل بأثر عوائد المخرجات النهائية و الإحصائية، لن تنكشف إلا بعد تقويم المساءلة الداخلية من طرف مكونات جمعية مكناس الزيتون الكبرى و الإفصاح عنها للعموم.لكن، لن تعفينا البيانات الإحصائية العددية الخفية الآن من اقتحام منطقة الوصف لمشاهد تمفصلات تنزيل برنامج المهرجان وأثر منتوجه الاستهلاكي و التسويقي على الساحة الفنية والثقافية بمكناس و المملكة. وصف سليم يلقي بنا نحو مشاهد حراك سينمائي تفاعلي عرفته مدينة السلاطين خلال أيام المهرجان، مشاهد بين طموح المنظمين في امتلاك التفرد والتميز وتجاوز عقبات الاكراهات بالضبط والتصويب، وبين وعي مقارن يحتم علينا توجيه لوم قائم على الصورة البئيسة لبنيات استقبال الملتقيات والندوات الفنية والثقافية (قاعة القصر البلدي) المحلية والوطنية والدولية.
فحين يصدر اللوم والعتاب عبر مكبر الصوت من منصة قاعة القصر البلدي موطن مكتب و جلسات مجلس جماعة مكناس ، ومن طرف رئيس لجنة التحكيم بالقول، (مكناس في حاجة إلى قاعة للملتقيات الدولية والوطنية تليق بضيوف مكانة المدينة التاريخية…) خطاب خانق أمام كبار المسؤولين بالمدينة و رئاسة الجهة و ممثل الوزارة الوصية على قطاع الثقافة و الاتصال، فاعلم بأن تغريدة العتاب قد تم تدويلها على نطاق واسع، وبصمت بقوة أن مكناس (عريانة) وتقيم مهرجانات دولية بقاعة تصلح لكل شيء.
قد تختلف رؤى التقويم نحو المهرجان الأول الدولي للفيلم العربي لمكناس، قد تختلف النتائج ولن تتوحد المخرجات بالإيجاب الشمولي، لكن نقر لزاما أن المهرجان صنع الحدث بالمدينة و حراكا سينمائيا، صنع نوعا من الالهاءات الجانبية و مشاهد القيل والقال و(البوز الفيسبوكي) ، صنع حراكا فكريا وفنيا داخل أروقة المهرجان التكوينية والتدريبية.
فحين نفتش عن النوعية البنائية للمهرجان كقيمة مضافة وسط تراكم كم كبير من المهرجانات بمكناس، فإننا نحصل على مجموعة من الوعود الحالمة التي تروم إلى بناء علامة حصرية لمكناس” مدينة الثقافة والصناعة السينمائية”، فإن المهرجان صنع صدمة رجة خصاص في البنية الثقافية والفنية بالمدينة من خلال استعمال قاعة القصر البلدي لكل الأغراض حتى تمرير أفلام المسابقة.
انتهى المهرجان و قد سبق الوعد في عقد لقاء تواصلي لاستعراض النتائج و المعيقات، انتهى المهرجان بتجويد خدمات حفل عشاء من تنظيم رئاسة مجلس جماعة مكناس دون التفكير في حلول سريعة لمركز قصر المؤتمرات واللقاءات ينهي ثقافة (قدي بلي كاين في مكناس)، انتهى المهرجان بحضور رئيس الجهة (فاس مكناس) ليلا لمكناس ودون جلسة مكاشفة و مساءلة عما قدمه من مشاريع جريئة، انتهى المهرجان ولم يحضر إلا الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال و غاب سعادة الوزير عن الافتتاح والختم، انتهى المهرجان بتنوع الوجوه الحاضرة والمستهلكة لبسمة الصفوف الرسمية والأمامية، وأخذ (السيلفيات) و تسويق الصورة (الفايسبوكية ) بابتسامة عريضة، انتهى المهرجان بأمل التجديد المؤسساتي للجمعية المنظمة وتنويع عرض النسخة المقبلة، ولما لا تحقيق انتظارات مدينة ” الثقافة والصناعة السينمائية”.
بقلم: محسن الاكرمين/ مكناس
عن: فاس نيوز ميديا