احتضنت قاعة الاجتماعات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس لقاء تقاسم حول النظام التربوي الفنلندي، أطره الخبير الفنلندي Antilla Juhani، بحضور مدير مشروع التعليم الثانوي بوكالة حساب تحدي الألفية MCA-Morocco، والمسؤول عن المشروع بحهة فاس مكناس وأعضاء فريق التنسيق الجهوي وأطر عن قسم الشؤون التربوية، كما تميز اللقاء بحضور وازن للمنسق الجهوي التخصصي لمادة اللغة الإنجليزية وأطر هيئة التفتيش تخصص مادة الإنجليزية.
وأبرز السيد المنسق الجهوي لمشروع التعليم الثانوي خلال كلمته الترحيبية على أهمية اللقاء والذي يندرج في إطار تقاسم التجارب الدولية الرائدة في المجال التربوي، مذكرا بمكونات واهداف مشروع التعليم الثانوي. ومن جانبه وقف السيد مدير مشروع “الثانوي التأهيلي » على أهمية هذا النوع من لقاءات تقاسم التجارب الدولية كالتجربة الفنلندية الكفيلة باستخلاص الدروس والممارسات الجيدة في المجال التربوي ، منوها بتجربة الخبير الفنلندي في مجال تدبير الجودة في المجال التربوي.
وشكل هذا اللقاء مناسبة للوقوف على أبرز خصائص النظام التربوي الفنلندي، المتميز بمجانية التعليم والتمويل المحلي وانعدام التعليم الخصوصي والوضعية الاعتبارية للمدرسين وتوحيد الأجور في مختلف المناطق ضمانا لاستفادة جميع المؤسسات التعليمية من خدمات الأطر التربوية المتمرسة. كما تعتمد المقاربات البيداغوجية المعتمدة على مبادئ السيكولوجيا الإيجابية والبيداغوجيا القائمة على استثمار عناصر القوة لدى المتمدرسين، وكذا الطابع التعاوني والاستقلالية الكبيرة التي يتمتع بها هيئة التدريس على مستوى اعتماد المناهج التربوية واختيار الكتب المدرسية وتقييم اداء المتعلمين في إطار تقييمات داخلية للجودة قائمة على عنصري المسؤولية والثقة التي تعد من أسس الثقافة المدرسية بالمؤسسات التعليمية الفنلندية.
كما تناول الخبير الفنلندي مفهوم الجودة في التدبير التربوي واعتبر أن مفاهيم ومبادئ وممارسات الجودة المهنية العامة، المعتمدة في معظم البلدان والملايين من المنظمات المختلفة، غير مألوفة بالضرورة لدى خبراء التعليم على الرغم من أنها يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في جميع وضعيات التعلم والممارسات التربوية العملية. ويشكل المفهومان المركزيان الجودة وإدارة الجودة (QM) بحسب الخبير الفنلندي أساس مقاربة الجودة المهنية بحيث يتم تحديد جودة التعليم من خلال درجة تلبية انتظارات واحتياجات جميع الأطراف المعنية، فهي تعني تنسيق الأنشطة والتوجيه ومراقبة تنظيم العملية التعليمية-التعلمية والعمليات المتعلقة بالجودة. كما أكد على أهمية انفتاح المؤسسات التعليمية على مقاربات تدبير الجودة بالمؤسسات التعليمية والحرص على تنزيلها وفق آليات محددة للتنزيل والتتبع والتقييم.
وتميزت الحصة التفاعلية بمداخلات وازنة وتساؤلات جوهرية وإضافات نوعية، أغنت اللقاء من خلال الوقوف على أسس التجربة الفنلندية وخصائصها وإقامة بعض المقارنات واستنباط ما يفيد من الدروس منها في أفق الارتقاء بالمنظومة التربوية المغربية.
عن: فاس نيوز ميديا