لم نتعود أثر خير تنموي جديد من نتائج دورات مجلس جماعة مكناس النهائية كعوائد على المدينة، لم نتعود إلا صيغة صوت بالإجماع (الموافقون)، دورة 25 يوليوز 2019 نطلق عليها دورة بامتياز، دورة “الريع حلال” ، تسمية ليست من فراغ وإنما هي نتيجة لحجم الشراكات المقدمة، دورة الطواحين الهوائية بمكناس والتي ناقشت بامتياز موت (بوعميرة) و غياب (بلارج) و قرار إعدام حيوانات حديقة “الحبول ” التي أنهكها المرض والشيخوخة، وقرار الرئيس البيئي و الإنساني بإيقاف التنفيذ. وحتى المرافق الصحية كانت لها نصيب من استطالة وقت حديث الدورة، وكأن التنمية تمت للساكنة و المدينة ولم يبق لدينا غير ترف من متسع وقت الحديث على ضحايا التحولات البيئية و الاجتماعية بمكناس.
لكن من حسنات الدورة كما قال صديقي حين أصبح الرئيس يلعب دور” المعلم الكبير”، حين كان يسأل و يجيب و يقرر، ويقاطع الحديث الجانبي، و يشم مكر الحديث حتى من هوامش حزام الأغلبية، حين كان يربي بعض المستشارين بأن الخطاب والأمر والنهي في الجلسة هو من اختصاص الرئيس فقط، حين كان يمارس ديكتاتورية الديمقراطية التمثيلية وما على الأتباع إلا المصادقة والموافقة برفع الأيدي.
من حسنات الدورة حين وزع ” المعلم الكبير” بجماعة مكناس نقط الاستحقاق على عقود الشراكات حتى بمتم حسن النية، حين تعامل بحس التوافق مع ممثل الجامعة الشعبية بالمجلس وأمر بالموافقة المبدئية على شراكة مع “مؤسسة” لازالت قيد التفكير، حين أفرغ ممثل الجامعة الشعبية مكانه بعد أن أمد “المعلم الكبير” بموفور الشكر والاحترام وحضر الجلسة لنية في نفس “يعقوب قضاها” في نقطة تخص شأنه الفردي.
من حسنات الدورة أن أغلبية الرئيس تناولت الكلمة وانتقدت سياسة رئاسة المجلس في التمادي في نهج ” الريع حلال”، انتقدته حين أغفل التنمية في الإنسان و تحرير المدينة من سوء التسيير، وبات الحديث يفتش عن أسباب موت “بوعميرة” و رحيل “بلارج”. هو الإنسان بمكناس الذي يموت يوميا من شدة غلاء المعيشة، هو الإنسان الذي يكابد الهم مع سوء الخدمات الاجتماعية (إدارة/ صحة/ نقل/ ترفيه…)، هو مكناس الذي بات تحت رحمة “لوبي” احتلال الملك العام، هو مكناس الذي بات يذكر إعلاميا فقط في برنامج “أخطر المجرمين”.
من حسنات الدورة أن هنالك خلاف رأي داخل بيت فريق حزب الرئيس، أن هنالك من يمانع من سياسة التوافقات والارضاءات في تدبير الشأن المحلي بمكناس، من حسنات دورة 25 يوليوز 2019 مداخلات المعارضة التي كانت غير ما مرة تنتهي بتصفيقات ممن حضر الدورة العمومية، وممكن أن تحدث وشوشة بين الحضور.
هي حسنات بمقابل سوء التقدير حين تلحظ أن المال العام بدأ طريقه نحو الشراكات، سوء تدبير حتى في ترتيب نقط الدورة وعد تقديم نقط ممن يمثلون المصالح الخارجية (الأمن/ لارديم…)، من سوء التدبير أن رئاسة المجلس ستترك سنة حميدة للمجلس القادم بقياس أغنية فيروز” أعطيني الشراكات المالية وغني، فالشراكات بمكناس سر الوجود). انتهت الدورة من حيث بدأ الموسم السياسي وساكنة مكناس “لا يخصها سوى النظر في وجه التنمية الموعودة”.
محسن الأكرمين / متابعة للشأن المحلي بمكناس.
عن موقع : فاس نيوز ميديا