تحدثت “الأيام”، في ملف لها، عن 20 تحولا لعشرين سنة من حكم الملك محمد السادس، فاسحة المجال أمام 20 محللا للحديث عن الممكن في كل نقاط هذه الحصيلة.
ورد في الملف أن أبرز ما ميز حكم السادس هو إقرار دستور جديد ونوعي عام 2011، الذي جاء في سياق ما عرف بالثورات العربية. في الصدد ذاته قال المحلل السياسي عبد الرحيم العلام إن الدستور ثورة مهددة؛ فكلما ابتعدنا عن 20 فبراير وعن اللحظة التي وضع فيها الدستور تم تسجيل تراجعات.
وذكر الملف أن القوات المسلحة الملكية شهدت، طيلة الـ20 سنة الأخيرة، تطورا على مستوى العتاد كما على مستوى الموارد البشرية. وعلق عبد الرحمان المكاوي، المحلل والباحث المختص في الإستراتيجية الأمنية، أن المغرب بدأ ينهج على عهد محمد السادس نقطا أخرى، وهي هندسة إستراتيجية طويلة المدى لصناعة الدفاع ببلدنا، حيث سوف يتحول المغرب خلال العقدين المقبلين، لأنه سيصل إلى الاكتفاء الذاتي، إذ سوف يصبح من الدول المنتجة للأسلحة في حدود 2040.
وورد في الملف ذاته أنه منذ مجيء محمد السادس إلى الحكم أحدث لأول مرة منصب الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ثم تم حذفه، ليعاد العمل به من جديد، ونلاحظ أن هناك تواصلا نوعيا في قضايا حساسة مثل زواج الملك، ومرضه أكثر من مرة.
محمد عبد الوهاب العلالي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام، ذكر أن الملك محمدا السادس يستخدم أسلوبا مختلفا من تواصل القادة، ويقوم بدور كبير كفاعل ميداني على الصعيد الدولي للتواصل مع كبار شخصيات العالم، وكرمز للمغرب، وكمروج استثنائي لما يمكن أن نسميه علامة المغرب في الخارج، في مختلف اللقاءات مع كبار شخصيات العالم، ومن خلال زياراته العديدة لبلدان مختلفة من العالم في أوروبا وإفريقيا والمنطقة العربية والأمريكيتين.
وأشار الملف إلى التحول الكبير في مجال الاستخبارات المغربية على الصعيدين المدني والعسكري، إذ إن المخابرات تمكنت من محو الصورة السيئة التي التصقت بها زمن سنوات الرصاص.
في السياق نفسه، قال محمد شقير، الباحث والمحلل السياسي، إن الاستخبارات المغربية عرفت طيلة العشرين سنة من حكم الملك محمد السادس عرفت تطورا كبيرا جعلها تحظى بتنويه العديد من الدول المتقدمة كفرنسا وإسبانيا اللتين وشحتا عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، كما حازت الاستخبارات المغربية اعتراف دول أجنبية أخرى.
وتضمن الملف كذلك أن صور الفضاء العام للمغرب قبل عقدين مختلفة جذريا عن صور اليوم، إذ تمت الإشارة إلى 1000 كلم إضافية من الطرق السيارة، وميناء متوسطي ضخم، ترامواي في العاصمتين، وقطار فائق السرعة، ومحطة ضخمة للطاقة الشمسية، ومحطات قطار بمواصفات عالمية، إنها اختيار وتحول سيطبع تاريخ حكم.
في الصدد ذاته، قال السياسي والبرلماني عمر بلافريج أن هناك مجموعة من الإيجابيات لا يمكن أن ننكرها على مستوى البنية التحتية؛ لكن المشكل عند الفاعلين السياسيين، وليس رئيس الدولة، هو غياب الرؤية الإستراتيجية في ترتيب الأولويات، وفي بعض الأحيان أتساءل هل هؤلاء الفاعلون لا يفهمون ترتيب الأولويات، صحيح أننا نريد أن تكون بنياتنا التحتية جيدة، وتعليمنا جيدا والصحة كذلك، لكن واقع الحال يفرض أن نرتب الأولويات وننتبه للمشاكل التي نعيشها، وأكبر مشكل نعاني منه اليوم هو التكوين والتعليم والتربية، وجميع المؤشرات والتقارير تبين أن هناك إشكالا كبيرا وأزمة عميقة في ما يتعلق بالتربية والتكوين.
وكتبت “الأيام”، كذلك، أن الملك محمدا السادس تحالف مع جزء من الضحايا من اليسار ليواجه ماضي الانتهاكات بلا خوف، وهكذا كانت تجربة الإنصاف والمصالحة وكل ما جرى حولها وبعدها، وعليه ذكر الحقوقي محمد النشناش أن المنجز في حقوق الإنسان كثير والمنتظر كثير.
ونقرأ أيضا أن ثورة المدونة هو ملف حكم الملك محمد السادس بامتياز، فالمدونة الجديدة اعتبرت ثورة. وإذا كانت وضعية المرأة في المغرب خلال عقدين قد تطورت بشكل كبير، فإن التعزيز والتحسين واقتحام مجالات حساسة في المساواة سيظل على طاولة المطالب في القضية النسائية بالمغرب.
وعلقت رئيسة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة على التحول قائلة إن تقدما هائلا في انتظار المساواة في الإرث.
عن موقع : فاس نيوز ميديا