صفرو.. التقرير الكامل لفعاليات موسم الولي الصالح “أبو علي الحسن اليوسي” لسنة 2019

تحت شعار ” جماعة الغد : رهان توطيد الثقة والمكتسبات” المنبثق من الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على شعبه الوفي بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد لهذه السنة. افتتحت صباح يوم الجمعة 23 غشت 2019 فعاليات موسم العلامة الولي الصالح أبو علي الحسن اليوسي الذي تنظمه جماعة أهل سيدي الحسن كل سنة بتنسيق مع السلطات الإدارية المحلية والإقليمية وشرفاء الجماعة وفعاليات المجتمع المدني على مدار ثلاثة أيام 23 ، 24 و 25 غشت 2019 .

وقد افتتح هذا الموسم بحضور الوفد الرسمي مع حضور وازن من الفعاليات الجمعوية والسياسية المتواجدة بجماعة أهل سيدي الحسن وبإقليم صفرو ، بالإضافة إلى الضيوف والزوار الكرام الذين حجوا بأعداد غفيرة . وقد تم الترحيب بالجميع في كلمة افتتاحية تم إلقاؤها من طرف السيد رئيس المجلس الجماعي بفضاء الضريح مع قراءة جماعية للبردة مع ما تيسر من الذكر الحكيم . تم بعدها تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله مولانا أمير المؤمنين نصره الله وأيده وذلك في جو بهيج عبر فسحة فولكلورية من وحي تراث المنطقة المتنوع باهازيجه الشعبية والأمازيغية ، مرفوقة بعروض من الفروسية التقليدية ” التبوريدة” حيث لقيت استحسانا كبيرا من قبل الحضور الذي غصت بهم فضاءات الأنشطة ومدخل ضريح الولي الصالح أبو علي الحسن اليوسي .

كما استكمل نشاط اليوم الأول من الموسم الديني والثقافي بأمسية روحية على شدى وأنغام الأمداح النبوية الشريفة على شفيع الأمة الإسلامية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. لقيت بدورها إعجابا واستحسانا كبيرين من زوار الموسم في سهرة زكية روحانية ممتعة بالساحة الرئيسية التي اكتست حلة بهيجة وتزيينا يليق بهذا الحدث الاحتفائي الذي دأب المجلس الجماعي على إحيائه، اعترافا منه بالمكانة التاريخية المتميزة لشخص العلامة أبي علي الحسن اليوسي الذي أبحر في مجال الفكر والثقافة والدين بالإضافة إلى الجانب اللغوي الذي أسهم به في اغناء النقد البناء والتوجيه السديد والنصوح للسياسة العمومية في عهده.

وفي صبيحة اليوم الثاني تم الاستمتاع بعروض فولكلورية من الفروسية التقليدية ساهمت فيه أكثر من عشر فرق أتوا من مختلف مناطق التراب الوطني نظرا للسمعة الجيدة التي يكتسيها موسم العلامة الولي الصالح أبي علي الحسن اليوسي على مر العقود و السنين.


وفي الأنشطة الرياضية تم افتتاح الدوري الأول لكرة القدم – فئة الفتيان – تحت شعار ” النهوض بالرياضة بالعالم القروي مسؤوليتنا جميعا ” الذي سهرت على تنظيمه و إنجاحه جمعية أطلس الرياضي بصفرو والتي تربطها بمجلس جماعة أهل سيدي الحسن اتفاقية شراكة من أجل النهوض بالرياضة بتراب الجماعة وخاصة كرة القدم في مختلف الفئات العمرية ، عبر تشجيع الطاقات الشبابية المحلية لإظهار إمكانياتها الرياضية والكروية ، حيث تم تنظيم دوري في كرة القدم.

كما تم افتتاح المسابقة الرياضية في فن الرماية الذي نظمته جمعية أهل سيدي الحسن للقنص والرماية والتنمية القروية عرف مشاركة هامة لهواة القنص والرماية بالجهة مضيفين على فقرات هذا الموسم لباسا فنيا رياضيا جدير بالتتبع والمشاهدة ، حيث استقطبت خيمة المسابقة العديد من الزوار وضيوف الموسم للاستمتاع بالمنافسة الشيقة و الشديدة في فن الرماية التي مرت في روح رياضية عالية وتنافس شريف. وقد اعتبر هذا الموسم كذلك فرصة سانحة لتشجيع الجمعيات والتعاونيات المحلية النشيطة بالمنطقة.

كما شهدت أمسية اليوم الثاني استئنافا للعروض الفولكلورية من الفروسية التقليدية . مع إحياء سهرة ليلية فنية شعبية أحيتها مجموعة من الفنانين في فن أحيدوس و آهلل من خلال القصائد الشعرية الأمازيغية الجميلة التي تتحدث عن الأرض والهوية والمرأة من خلال مستجدات مدونة الأسرة ، بالإضافة إلى الفقرات الغنائية الشعبية التي أتحفت بها مسامع الجمهور الكريم فرقة ولفة الغيوان الصفريوية حيث سافر مع كلماتها الجمهور الحاضر إلى الزمن الجميل للأغنية الغيوانية الشعبية العريقة. بالإضافة إلى المشاركة اللافتة للفرق المحلية للفنون الشعبية والأمازيغية.

كما استأنفت فعاليات الموسم خلال اليوم الثالث بنفس البرنامج المسطر خلال اليوم الثاني بما فيها عروض الفروسية التقليدية ودوري كرة القدم وفن الرماية والسهرة الشعبية المسائية . وقد تخلل هذا اليوم الأخير حفلا لتوزيع الجوائز وشواهد المشاركة التقديرية على الفائزين في دوري كرة القدم وفن الرماية مع تشجيع الفرق المشاركة في فن التبوريدة والسهرة الفنية الشعبية.

كما تم الاعتراف بالدور الهام والكبير الذي لعبه ممثلي المجتمع المدني من خلال جمعية الغد للتربية والثقافة والتنمية وكذلك جمعية أطلس الرياضي بصفرو وجمعية أهل سيدي لحسن للقنص والرماية والتنمية القروية وتعاونية جيل النجاح وجمعيات المجتمع المدتي بدون استثناء الذين ساهموا بشكل فعال في إنجاح هذا الحدث في كل فقراته وتجلياته عرفانا لهم بما أسدوه خلال هذا الموسم . حيث انه ليس من السهل الحفاظ على هذه التظاهرة السنوية وتنوع أنشطتها وأهمية محاورها لولا وجود طاقات جمعوية تحذوها العزيمة والإرادة لنفض الغبار عن التراث الثقافي والديني والعلمي والأدبي والشعري للعلامة أبو علي الحسن اليوسي من خلال مساهمتهم ومشاركتهم في النهوض بالتنمية المحلية والتعريف بالطاقات والإمكانيات التي تزخر بها المنطقة غير مبالين بكل المعيقات والاكراهات .


كما شكلت العروض التي تم تقديمها خلال هذا الموسم الديني والثقافي والعلمي مظهرا من مظاهر الإبداع وصورة من صور العمل الجاد والهادف. حفاظا على التراث المحلي الذي تزخر به المنطقة في أفق النهوض بها على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وليس تقديسا للقبور والأضرحة والمزارات وإنما اعترافا بالدور الطلائعي الذي لعبه العلامة أبو علي الحسن ابن مسعود في محاربة الشعودة وتقديس الأشخاص ولعل كتاباته ومؤلفاته لتجسيد لما ذكر.


وقد اختتمت فعاليات الموسم الديني والثقافي لهذه السنة في جو بهيج بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنصر والتمكين ولباقي أفراد الأسرة الملكية العلوية الشريفة ، على أمل تطوير الموسم المقبل والملتقيات المقبلة لتنظيمها على أفضل وجه وأجسن صورة.

عن موقع : فاس نيوز ميديا