بعد مضي 18 سنة على الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 شتنبر سنة 2001، ما تزال مدينة نيويورك وسكانها الذين تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح يداوون جراحا لم تندمل بعد.
وقد هز هذا الحدث المأساوي الكبير العالم، وخلف ندوبا عميقة في نفوس الأمريكيين. وفي نيويورك، استهدفت الهجمات البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي، رمز القوة الاقتصادية والمالية لهذه المدينة وللولايات المتحدة.
وكان لهذه الهجمات الإرهابية وقع الصدمة في هذه الحاضرة الأمريكية الكبرى، حيث يحتفل سكان نيويورك كل عام بذكراها الحزينة من خلال تكريم أرواح 2993 من الرجال والنساء والأطفال الذين قتلوا في الهجمات التي استهدفت مركز التجارة العالمي، ومقر البنتاغون في العاصمة واشنطن، وفي حادث تحطم الطائرة المختطفة (الرحلة 93) في ولاية بنسلفانيا، والتفجير بواسطة قنبلة الذي استهدف سنة 1993 مركز التجارة العالمي.
وككل سنة، سيقام بعد غد الأربعاء بالنصب التذكاري وبمتحف 11 شتنبر في مانهاتن السفلى، حفل رسمي بحضور أفراد أسر الضحايا، الذين سيتلون كما رجعت العادة بذلك أسماء الضحايا ال2983 الذين سقطوا في هذه الهجمات.
وغير بعيد من مكان الحفل، تتوقف الحركة في الحي المالي صباح يوم 11 ستنبر، للوقوف دقيقة صمت إكراما للضحايا الذين لقوا حتفهم في ظروف مروعة.
وسيتم، بهذه المناسبة الأليمة، الوقوف دقيقة صمت على الساعة 08.46 وهو التوقيت الذي اصطدمت فيه الطائرة الأولى المختطفة بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، وفي الساعة 09.03، لحظة اصطدام طائرة الرحلة 175 بالبرج الجنوبي أمام أعين الملايين من المشاهدين الذين تابعوا المشهد على شاشات القنوات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم، ثم على الساعة 09.59، لحظة انهيار البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي، وفي 10.28 عندما انهار البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
كما سيتم الوقوف دقيقة صمت على الساعة 9.37 صباحا في مقر البنتاغون في واشنطن، حيث تحطمت طائرة أمريكان إيرلاينز (الرحلة 77)، وكذا في الساعة 10.03 صباحا في شانكسفيل ببنسلفانيا، حيث تحطمت طائرة يونايتد إيرلاينز (الرحلة 93).
وعادة ما تقام فعاليات موازية في شانكسفيل، وبالنصب التذكاري للبنتاغون تكريما لضحايا الهجوم الذي استهدف رمز القوة العسكرية الأمريكية، بالإضافة إلى الوقوف دقيقة صمت في البيت الأبيض بحضور، على الخصوص، الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى.
وإلى جانب هذه الفعاليات، يحرص الأمريكيون وسكان نيويورك على وجه الخصوص، بشكل متزايد، بمناسبة ذكرى 11 شتنبر، على إظهار مناعة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المآسي الكبرى.
والملاحظ في هذا الإطار، أن روح العمل التطوعي اكتسبت زخما منذ هجمات 2001، حيث يخصص العديد من الأمريكيين عدة ساعات للقيام بأعمال ومبادرات تخدم المجتمع وتكرم ضحايا هذه الهجمات الفظيعة التي شكلت حدثا فارقا في تاريخ البلد.
عن موقع : فاس نيوز ميديا