تواصل صحيفة “صباح” التركية نشر تفاصيل جديدة عن خفايا جريمة قتل الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من تشرين أكتوبر من العام الماضي، مع اقتراب مرور الذكرى السنوية لاغتياله.
الصحيفة نشرت في عددها اليوم الثلاثاء، تسريبات لأربعة أيام سبقت ارتكاب الجريمة، أي في 28 سبتمبر من العام الماضي، اليوم الذي زار فيه خاشقجي قنصلية بلاده، وتضمنت التحضيرات والخطة والمحادثات التي جرت بين الرياض والقنصلية السعودية قبل ارتكاب الجريمة.
وتبدأ الاتصالات بين القنصلية والرياض مع الزيارة الأولى لخاشقجي، وخلال وجوده في المبنى يتصل مسؤول الاستخبارات السعودية في القنصلية أحمد المزيني مع رئاسة الاستخبارات العامة مقدما معلوماته مع شيفرة عاجل، وعلى إثرها تجرى مكالمتان بين أحمد المزيني وماهر المطرب (المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات) في الساعة 14:22 و14:27، لافتة إلى أنه قبل يوم واحد أي في 27 سبتمبر تم تفتيش القنصلية السعودية بحثا عن أجهزة التنصت، ولكن لم يتم الكشف عنها.
وبعد مغادرة خاشقجي عاد المسؤولون الأمنيون إلى السعودية في اليوم التالي، بعد أن تم إبلاغ الرياض بأن خاشقجي سيعود إلى القنصلية في الثاني من تشرين الأول، وفي المكالمة الأولى أبلغ المطرب مسؤول الأمن المزيني بأنه جرى إرسال المعلومات لمكتب الاتصال، أي إلى المستشار سعود القحطاني، المكتب المسؤول عن إدارة الذباب الإلكتروني.
وفي نفس يوم الزيارة الأولى لخاشقجي أي في 28 سبتمبر، تلقى القنصل السعودي محمد العتيبي اتصالا من أحد مسؤولي مكتب القحطاني، عند الساعة 19:08، وتم إبلاغ القنصل بأن هناك موضوعاً خاصاً ومهمة خاصة جداً، وتضمنت المكالمة “اتصل بي المسؤول الأمني في الدولة ولديهم مهمة ويطلبون من فريقك أحد الأعضاء من أجل مسألة خاصة جدا، شخص في البروتوكول، وإن اضطر الأمر يمكن أن يحصل على إجازة”.
وشددت الصحيفة على أن هذه الجملة تؤكد بشكل لا يدعو إلى الشك بأن ارتكاب الجريمة لن يتم دون موافقة ولي العهد محمد بن سلمان، وهي دليل على ذلك، وخلال المكالمة سئل القنصل عن الشخص المرشح “هل يمكن الوثوق به؟”، “سيتم ترتيب الإجراءات فيأخذ تذكرة (قاصدا المزيني)، سأقول أمورا أخرى لأنهم هم من يرتبون الأمر بسبب العطلة”، متابعا “لا يوجد وقت للخطابات لأنها ستطول”، في تأكيد على الاستعجال في العملية، ليضيف “إذا المسألة تتعلق بالأمن فالعسيري هو الموجود”، متحدثا عن شخص غير معروف الهوية والمهمة، ليجيب العتيبي “نعم الموضوع يتعلق بالأمن”.
وبعدها تضيف الصحيفة أن المسؤول قال للعتيبي “المهمة هي مسؤولية كبيرة، ونريده فقط لأربعة أو خمسة أيام، سيرتبون كل شيء والمنامة له، أرسل لي رقمه وسأرسله لهم وخلال ساعة سيتواصلون معه”.
وبعد انتهاء هذه المكالمة في الساعة 20:04 اتصل العتيبي مع المزيني، وجرت المكالمة على الشكل التالي:
المزيني: هل هناك شيء؟
العتيبي: نعم هناك تدريب عاجل في الرياض (قاصدا التحضيرات التي ستسبق اغتيال خاشجقي)، اتصلوا بي من الرياض، وطلبوا مني شخصا سبق أن عمل مع البروتوكول، ولكن الموضوع سري، ولا يجب أن يعرف به أحد.
المزيني: ألا يوجد أي شيء هناك؟
العتيبي: لا، هناك مسألة، ولكن هذه المسألة تطورت وبشكل سريع.
الصحيفة واصلت تسريباتها بالقول إنه في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، جرت مكالمة بين مسؤولين سعوديين اثنين غير معروفي الهوية في الساعة 21:48 وجاء في المكالمة أن لجنة ستأتي من السعودية غدا إلى القنصلية من أجل عمل يقومون به، وسيتم ذلك في الطابق الذي أعمل فيه وفيه مكتبي، ليجيب الآخر، حاضر إذا كان كذلك فهو في الطابق الأول صحيح؟ ليرد عليه المسؤول الأول بالقول، لا بجانب مكتبي، الأعمال هناك ستتواصل ليومين أو ثلاثة، وفي المكتب العلوي لن يكون هناك أي موظف مسؤول، ليجيب مجددا المسؤول الثاني، جيد غدا الساعة 8:00 سأكون في القنصلية.
عن موقع : فاس نيوزميديا