أودري أزولاي.. دعم تعليم الإناث كفيل بترسيخ ثقافة السلام مقارنة بالذكور

و.م.ع

أكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أودري أزولاي، اليوم الأربعاء بلواندا، أن ثقافة السلام ليست مسألة ظرفية، بل يتعين أن تشكل سيرورة دائمة.

وأبرزت السيدة أودري، في كلمة لها خلال افتتاح بينالي لواندا -المنتدى الإفريقي لثقافة السلام-، أن “ثقافة السلام ليست مسألة ظرفية” لأن الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود نزاعات، بل ب”ثقافة يتعين أن تشكل سيرورة دائمة”.

وأضافت أنه إذا كان الآباء المؤسسون للاتحاد الأفريقي “رواد” ثقافة السلام، فإننا اليوم، بعد مرور ثلاثين عاما، “مدعوون إلى تحمل مسؤولياتنا”، مشيرة إلى مختلف التحديات التي يتعين رفعها في القرن الحادي والعشرين مثل نزوح السكان وزيادة التنافس على الموارد الطبيعية والاحتباس الحراري والأصولية الدينية والثورة الرقمية والتحضر المتسارع.

واعتبرت السيدة أودري أن التعليم والثقافة، باعتبارهما عنصرين يمكنان من “امتلاك الفرد زمام مصيره” وامتلاك القدرة على الانخراط في الحداثة، يشكلان “صمامي أمان” وحماية في عالم الرقمنة.

وأبرزت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أن “دعم تعليم الإناث كفيل بترسيخ ثقافة السلام، على اعتبار أنه عندما لا تستطيع الفتيات الالتحاق بالمدارس أو ينقطعن عن الدراسة مقارنة بالذكور، فإن الأمر لا يقتصر عندئذ على هضم حقهن والحط من كرامتهن، بل إن المجتمع كله يشهد نكوصا”.

وفي نفس السياق، أكد الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2018، دينيس موغويكي، أنه “على الرغم من أن النساء يمثلن العمود الفقري للاقتصاد الإفريقي، إلا أنهن يعاملن على أنهن كائنات من الدرجة الثانية”، معربا عن الأسف لكون الفتيات لا يزلن مستبعدات إلى حد بعيد من نظام التعليم، مما يحول دون المساهمة بشكل كامل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعاتهن.

واعتبر السيد موغويكي أن التحديات العديدة التي يتعين أن تواجهها القارة الإفريقية تفرض أن تكون ثقافة السلام “في صلب اهتمامنا ” على المستوى الفردي والجماعي على حد سواء.

وقال الحائز على جائزة نوبل للسلام إن “ثقافتنا وتراثنا المادي وغير المادي” يمثلان ثروة كبيرة “لا تدركها العقول أو يطويها النسيان في كثير من الأحيان” ولا يتم استغلالهما بشكل كاف لمجابهة الرهانات الحالية والمستقبلية للقارة الإفريقية، مؤكدا أن الحلول “بين أيدينا” و”في جذورنا الإفريقية”.

وأبرز السيد موغويكي، الذي دعا إلى “النهل من قيمنا وتقاليدنا وثقافاتنا لتلمس سبيل الرخاء والسلام”، أهمية إرساء ثقافة الشفافية وإعادة تأكيد قيم التضامن لدى الأفارقة.

واعتبر أن التحول الذي طالما تاقت إليه إفريقيا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال “ترسيخ هوية إفريقية أصيلة واحترام حقوق الإنسان والتنوع الثقافي”، بروح من التضامن وبعيدا عن منطق العنف.

وجرى حفل افتتاح بينالي لواندا بحضور الرئيس الأنغولي، السيد جواو مانويل غونسالفيس لورنسو، ورئيس مالي، رائد الاتحاد الإفريقي للفنون والثقافة والتراث، السيد إبراهيم بوبكر كيتا، ورئيس ناميبيا، السيد هاج غوتفريد جينجوب، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد.

ويطمح هذا الحدث الذي تنظمه الحكومة الأنغولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الإفريقي، قبل كل شيء إلى تنمية الحركة الإفريقية لثقافة السلام واللاعنف، عبر إشراك الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الفنية والعلمية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية.

وقد انبثق هذا المؤتمر الدولي عن المنتدى الإفريقي “مصادر وموارد لثقافة السلام” الذي عقد في عام 2013 بلواندا، ويندرج في إطار استراتيجية اليونسكو العملية لـ “إعطاء الأولوية لإفريقيا” (2014-2021) التي تهدف إلى تقديم إجابات إفريقية للتحولات التي تؤثر على اقتصاداتها ومجتمعاتها.

ويساهم بينالي لواندا بشكل مباشر في تنفيذ الهدفين 16 و 17 من أهداف التنمية المستدامة، “السلام والعدل والمؤسسات القوية” و “الشراكات” في جدول أعمال الأمم المتحدة لسنة 2030، وتطلعات جدول أعمال الاتحاد الإفريقي لسنة 2063.

عن موقع : فاس نيوز ميديا