محطات علمية فـي خدمة الموسيقى الأندلسية المغربية الذكرى الخمسون (للمؤتمر الثاني للموسيقى العربية) فاس (المغرب) : أبريل 1969

تنظم (جمعية بعث الموسيقى الأندلسية بفاس) يومي الجمعة 04 والسبت 05 أكتوبر 2019 الدورة الثانية لملتقى الجمعية، تحت شعار :
محطات علمية فـي خدمة الموسيقى الأندلسية المغربية
الذكرى الخمسون (للمؤتمر الثاني للموسيقى العربية) فاس (المغرب) : أبريل 1969

ويتضمن الملتقى حفلين موسيقيين، الأول مساء الجمعة 04 أكتوبر من إحياء جوق ح. عبد الكريم الرايس بقيادة الأستاذ محمد بريول، والثاني مساء السبت 05 أكتوبر من إحياء جوق محمد العربي التمسماني بقيادة الأستاذ محمد أمين الأكرمي.



وسيتم خلال الملتقى الاحتفاء بالذكرى الخمسين لتنظيم (للمؤتمر الثاني للموسيقى العربية) الذي انعقد بفاس في أبريل 1969، ويتضمن هذا الاحتفاء معرضا فوتوغرافيا، وندوة علمية تعريفية بمنجزات المؤتمر المذكور. وفيما يلي كلمة عن موضوع هذا المؤتمر المحتفى به :
تحل هذه السنة ذكرى مرور 50 سنة على تنظيم (المؤتمر الثاني للموسيقى العربية) الذي انعقد بمدينة فاس بمبادرة من (جامعة الدول العربية) في شهر أبريل من سنة 1969. وقد أسفر هذا المؤتمر عن التوصل إلى نتائج شديدة الأهمية تستحق التوقف عندها والاحتفاء بها، نذكر من بينها تبلور العديد من الدراسات الأكاديمية المقارنة حول الممارسات الموسيقية في البلاد العربية، كما نذكر من بينها المصادقة على القانون المنظم (للمجمع العربي للموسيقى) والموافقة على تأسيسه الذي تم بنجاح في السنة الموالية… ولكن الذي يهمنا اليوم من منجزات هذا المؤتمر هو النتائج العلمية الحاسمة التي توصل إليها المؤتمرون في مجال الموسيقى الأندلسية المغربية.

لقد شكلت أشغال المؤتمر محطة حاسمة في مراحل تطور البحث العلمي المتعلق بهذا الفن الذي ينفرد به المغرب، وتشكل الصورة المتكاملة لعناصر بنيته، أو ما عبر عنه المؤتمر بصياغة (النظرية العامة للموسيقى الأندلسية المغربية). فإذا كانت الصورة العامة المتفق عليها تاريخيا لهذا الفن قد وردت على يد الفقيه العالم محمد بن الحسين الحايك التطواني نسبة والفاسي دارا خلال القرن 18 الميلادي، وإذا كانت محاولات التقعيد العلمي وفق قواعد الموسيقى المتعارف عليها عالميا قد انطلقت بشكل جزئي مند عشرينات القرن الماضي، فإن هذه الدراسات لم تتطور ولم تتكامل بالشكل الذي يتيح وضع نظرية كلية للموسيقى الأندلسية المغربية إلا في مؤتمر فاس المذكور. لقد تجمع لدى الباحثين قدر كاف من الدراسات الموسيقية الجزئية التي يتناول بعضها تحليل البنيات اللحنية الأصيلة لهذه الموسيقى وتصنيفها وترتيبها؛ كما تطورت الدراسات الرديفة لها التي تتناول البنيات الإيقاعية الأصيلة لهذا الفن مع تصنيفها بالشكل العلمي الدقيق والواضح. مما جعل تدريس هذا الفن في معاهد الموسيقى كما جعل الدراسات التقنية التي تناولته بعد هذا التاريخ تتخذ منحى جديدا أكثر صرامة ودقة وأقل اعتمادا على الرواية والتقليد وإن كانت لا تستغني عنهما. ولا أدل على ذلك من الكتاب القيّم الذي أصدره المرحوم الحاج إدريس بنجلون تحت عنوان (التراث العربي المغربي في الموسيقى) (1981)، واعتبره دراسة وتنسيقا وتصحيحا لما ورد في كتاب (الحايك)؛ كما لا أدل على ذلك من العديد الدراسات العلمية العالمية التي تناولت الموسيقى المغربية والتي اعتبرت مؤتمر فاس حاسما في بلورة نظرية علمية دقيقة وواضحة لطرب الآلة.



ونحن حين نحتفل بذكرى مرور 50 سنة على انعقاد هذا المؤتمر، فإننا نتوقف لننوّه بذاكرة الباحثين الذين وضعوا الأوراق العلمية الشمولية لهذا المؤتمر (مولاي العربي الوزاني والأستاذ إدريس الشرادي)، والعلماء الذين ناقشوا تلك الأوراق ثم أقروها بشكل جماعي (محمد الفاسي، الحاج إدريس بنجلون التويمي، عبدالوهاب أكومي، الحاج عبد الكريم الرايس، محمد العربي التمسماني، الطاهر عبده، ومحمد الديلان)، ومهدوا بذلك السبيل لدراسات أكثر إمعانا في التفاصيل.

رشيد بناني

رئيس اللجنة الثقافية لجمعية بعث الموسيقى الأندلسية بفاس

عن موقع : فاس نيوز ميديا