سكان إقليم تازة وأبناؤه كانوا دائما في الخطوط الأمامية لطلائع المجاهدين ضد المستعمر

أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن سكان إقليم تازة وأبناءه كانوا دائما في الخطوط الأمامية لطلائع المجاهدين ضد المستعمر مبرزا أن تخليد الذكرى ال64 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالشمال يروم استحضار أمجاد الكفاح الوطني وما تختزنه من قيم التضامن والتعاون والتعبئة الشاملة دفاعا عن مقدسات المغرب الدينية ومقوماته وثوابته الوطنية.

وأضاف الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم أمس الأربعاء، بمركز أجدير (إقليم تازة)، أن انطلاق عمليات جيش التحرير بقبائل تازة ونواحيها ضد المستعمر شكل حدثا بارزا تعدت أصداؤه حدود الوطن حيث خلف خسائر كبيرة في صفوف المستعمر، الذي اهتزت أركانه وأربكت مخططاته من هول وقع الهجومات وضراوة المعارك، مما جعل السلطات العسكرية والأمنية الاستعمارية تطلق على المنطقة الممتدة بين بورد وأكنول وتيزي وسلي اسم “مثلث الموت” من شدة ما لاقت جيوشها من مقاومة شرسة وما تعرضت له من هزائم في المعارك البطولية التي خاضها أعضاء جيش التحرير ضد المستعمر، والمتمثلة، أساسا، في معارك بوزينب والبلوطة وأجدير وتامجونت وتيزي وسلي وتيزي ودرن.

وقال ان التاريخ سجل بعد مرور 45 يوما على انتفاضة أكتوبر 1955 المجيدة، العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه والأسرة الملكية الشريفة إلى أرض الوطن يوم 16 نونبر 1955 ، ليزف إلى شعبه الوفي بشرى بزوغ فجر الحرية والاستقلال .

وذكر بأن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تحرص على التعريف بالأمجاد التاريخية وتسليط الأضواء على ملاحم الاستقلال ونضالاتها وبطولاتها وتوثيق مضامينها وإبراز دلالاتها وتكريم رموزها وإشاعة رسائل الوطنية الحقة والمواطنة الايجابية في صفوف الناشئة.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن المندوبية قطعت أشواط مهمة في جهودها لصيانة الذاكرة التاريخية عبر خلق حوالي 63 فضاء ثقافيا وتربويا بعدد من مدن المملكة تحتوي صورا ومواد إثنوغرافية وأدوات وألبسة استعملت إبان فترة الكفاح الوطني، بالإضافة إلى خزانتين للكتب والسمعي البصري. ومن هذه الفضاءات ثلاث متاحف بإقليم تازة استقبلت خلال السنة الماضية أكثر من 21 ألف زائر.

وتم بمناسبة إحياء هذه الذكرى الوطنية، توشيح مقاومين بأوسمة المكافأة الوطنية من درجة ضابط، وتكريم 15 من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم تازة. كما وزعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية على 33 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين.

وكان مصطفى الكثيري والوفد المرافق له قد قام قبل ذلك بزيارة لمقبرة الشهداء من أجل الترحم على الأرواح الطاهرة للشهداء بمقابر كل من تغزراتين ويتزي وسلي وأجدير.

وعرف برنامج تخليد الذكرى افتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير بالمشور بتازة العليا، الذي أعيد ترميمه واصلاحه في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعية إلى صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية ورصيد أمجاد الكفاح الوطني كمكون للرأسمال اللامادي والروحي والمعنوي. ففي إطار اتفاقية شراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمجلس الإقليمي لتازة، تم تخصيص مبلغ 190 ألف درهم من ميزانية المجلس الإقليمي لتازة من اجل إصلاح وترميم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتازة –المشور على مساحة تقدر بحوالي 580 متر مربع.

و.م.ع

عن موقع : فاس نيوز ميديا