في خطبة الجمعة لنهار اليوم بمسجد الغفران بفاس، تطرق الإمام الخطيب للدَّيْن وللإستدانة، من حيث هي معاملة مشروعة في الدين الإسلامي، ولها شروط يجب احترامها.
فبعد أن نبه الخطيب إلى ما بات شائعا في المجتمع، والمتعلق باعتياد الإستدانة وبالتهاون في أداء الدين لأصحابه، مع ما يخلف ذلك من صراعات وقطع للأرحام ، ذكر الإمام بأن النبي الكريم حث امته على الإسراع في أداء الدين لأصحابه، لما للدين من تبعات كبيرة.
وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : “يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين”
وجاء في حديث آخر ما معناه : جاء رجل إلى الرسول يسأل عن غفران خطاياه ان قتل في سبيل الله، فوافقة النبي على أن الله يغفر كل خطاياه إلا الدين.
وفي إشارة أخرى إلى عظم الدين لدى الله عز وجل و لدى رسوله الكريم، ذكر الإمام واقعة أن النبي المصطفى لم يصل على جنازة أنصاري، فقط لأن عليه دينا، بل أمر الناس أن يصلوا عليه.
فالدين يحبس الملسلم عن الجنة، ولن يدخلها ما لم يؤد دينه في الدنيا أو في الآخرة.
و من أخلاق الإستدانة في الإسلام أن يكتب الدائن والمستدين ما بينهما من معاملة، وأن يحددا الأجل وكيفية السداد امتثالا لأمر الله 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة الآية (282).
وشدد الخطيب على وجوب كتابته و لو كان صغيرا امتثالا لقوله تعالى : ۚ( وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ) سورة البقرة.
وأخيرا لا يجب نسيان فضل الإحسان ، في الإستدانة، فيجب على المستدين الدعاء إلى من مد يد العون إليه وأقرضه، والثناء عليه.
ومن استدان عازما على عدم إرجاع الدين فهو مجرم، يتستر بالمشروع لأكل أموال الناس بالباطل، مع ما يتضمن ذلك من كذب وهو من علامات النفاق الموجب للنار.
عن موقع : فاس نيوز ميديا