و.م.ع
فتتحت، اليوم السبت بمراكش، أعمال الدورة الثانية عشر لمؤتمر السياسة العالمية، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة من عوالم السياسة والاقتصاد والإعلام، إلى جانب أكاديميين وخبراء وباحثين من سائر أنحاء العالم.
ويهدف هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 14 أكتوبر الجاري، إلى المساهمة في النهوض بعالم أكثر انفتاحا وازدهارا وعدالة، ما يتطلب جهدا متواصلا لفهم واقع القوى المعنية وتفاعلاتها، والتفكير في التكيف السلمي لتنظيم العلاقات بين الدول على جميع المستويات، وذلك في احترام للثقافة والمصالح الأساسية لكل أمة.
ويعد مؤتمر السياسة العالمية، الفريد بضمه لعدد محدود من المشاركين، فضاء للتفكير والحوار الضروري حول القضايا الرئيسية للحكامة العالمية، مع السماح بتطوير روابط مستدامة.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد رئيس ومؤسس مؤتمر السياسة العالمية، تيري دو مونبريال، أن القوى المتوسطة ينبغي عليها أن تدرك الواقع الدولي كما هو، من أجل أن تقرر مصيرها بشكل أفضل.
وبعدما قدم لمحة عامة عن الوضع الجيوسياسي والجيو-اقتصادي بالعالم في الوقت الراهن، أكد السيد دو مونبريال على رهان الاتحاد الأوروبي، الذي يتجاوز رهان أعضائه، معتبرا أنه “وحدها أوروبا متينة بإمكانها أن تواجه القوتين الإمبرياليين المتنافسين خلال العقود المقبلة، أو غيرها من العمالقة كالهند أو اليابان”.
وأضاف أن “أمن أوروبا يرتبط بشكل وثيق بأمن المناطق المجاورة لها، وأنا من بين أولئك الذين يرحبون في هذا الصدد بحدوث تقارب محتمل مع روسيا”، مشددا على ضرورة “العمل سويا لتعزيز تنمية وأمن جيراننا في الجنوب، كبلدان المغرب العربي والساحل، التي يرتبط مصيرها بمصيرنا”.
وقال السيد دو مونبريال، وهو أيضا رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، “إذا كنا نلتقي للمرة الخامسة في المغرب، فذلك لأننا مقتنعون بهذا الواقع، ولأننا نرى في البناء المشترك للأمن شمال – جنوب مساهمة إيجابية للنظام الدولي ككل”.
وخلص إلى أنه “في عالم جديد ومنفتح على تقنية الجيل الخامس، يجب ألا يبخس مؤتمر السياسة العالمية من أصالته أو تموقعه. ينبغي أن نعمل معل لدعم بعضنا البعض”.
ويهدف مؤتمر السياسة العالمية، الذي يجمع شخصيات رفيعة المستوى من القارات الخمس، إلى ضمان تنوع وتعدد المناقشات، وكذا مساعدة جميع الفاعلين المعنيين على التفكير في الاضطرابات المستمرة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن.
وستركز أعمال هذه النسخة الثانية عشر على تحديات التكنولوجيا في المجتمع والسياسة والقوى السيبرانية والتهديد عبر الإنترنت والطاقة والبيئة، بالإضافة إلى الآفاق الاقتصادية والسياسية، والتجارة والاستثمار المباشر والثقة، وكذا مستقبل النظام النقدي الدولي، وسلاح القانون والعولمة.
وستتم، خلال هذا المؤتمر، مناقشة مواضيع: أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة شمال وغرب القارة، واتجاهات السياسة الخارجية الجديدة في شرق آسيا، والعديد من المواضيع الأخرى.
وينعقد مؤتمر السياسة العالمية، الذي تم تأسيسه في سنة 2008، للمرة الرابعة في المدينة الحمراء.
عن موقع : فاس نيوز ميديا