احتضنت المديرية الإقليمية بعد زوال يوم الخميس 10 أكتوبر 2019، ندوة صحفية حول موضوع: ” الدخول التربوي 2019/2020 بمديرية الحاجب: إجراءات وتدابير، معطيات ومؤشرات من أجل استراتيجية تروم تحقيق “مدرسة مواطنة منصفة ودامجة”، حضرها بالإضافة إلى السادة رؤساء المصالح بالمديرية الإقليمية، عدد من ممثلي المنابر الإعلامية المحلية والجهوية.
استهلت الندوة بكلمة السيد المدير الإقليمي التي أبرز فيها أهمية حدث الدخول المدرسي لهذه السنة الذي تم إرساؤه تحت شعار: “من أجل مدرسة مواطنة، منصفة ودامجة”، مؤكدا على أن الشعار بالصفات الثلاث التي عمل على تحليلها (المواطنة، الدمج والإنصاف) تختزل كل ما تستهدفه المؤسسة المدرسية طيلة الموسم الدراسي بأكمله من خلال من تنزيل مجموعة من الإجراءات والتدابير في إطار البرامج والاوراش الإصلاحية المفتوحة.
وفي هذا الصدد تم التأكيد على أهمية دور الإعلام والصحافة في مواكبة هذه الأوراش والتعريف بها لدى الرأي العام بالنظر إلى حجم انتظارت المجتمع من المؤسسة التعليمية.
بعد ذلك قدم السيد المدير الإقليمي عرضا مفصلا حول ما تم اتخاذه من إجراءات وتدابير مواكبة للدخول المدرسي الحالي بسياقاته ومرجعياته الكبرى ومرتكزاته الرئيسية و مستجداته، حيث تم الوقوف على ما أنجز بالمؤسسات العمومية والخصوصية من بنيات للاستقبال وتأهيل للبنيات المادية وتوسيع لها وتعويض للبناء المفكك بها، وهي المجهودات التي تندرج في إطار التوجه الذي اعتمدته الوزارة للاعتناء بفضاءات المؤسسات التعليمية والارتقاء بجماليتها وتطوير العمل التربوي بما يخدم تحسين كفايات التلاميذ ويحد من الهدر المدرسي إلى جانب المجهودات المبذولة في مجال توفير الموارد البشرية وترشيد استعمالها بما يسمح بتغطية الخصاص من أطر التدريس وأطر الإدارة التربوية.
وفي هذا السياق أبرز السيد المدير الإقليمي أن الإجراءات والتدابير السابقة الذكر تصب جميعها في جهود الارتقاء بالعمل والأداء التربويين، ناهيك عن ما قامت به المديرية الإقليمية من مبادرات ربط الاتصال مع عدد من الفاعلين والشركاء الدوليين (DCPM و(JICA من أجل بلورة برنامج للارتقاء بكفايات مربيات ومربي التعليم الأولي والمشرفات والمشرفين على أقسام التربية الدامجة وتكوين مدرسات ومدرسي المواد العلمية لدعم قدراتهم في اللغة الفرنسية خاصة بالمسارات والمسالك الدولية في إطار الشراكة مع المركز الثقافي الفرنسي، والعمل على تنزيل البرنامج الوطني للقراءة من أجل النجاح في إطار مكون الارتقاء بكفايات تعلم اللغة العربية بالابتدائي.
ومن أجل ربح رهان تحقيق مدرسة مواطنة ودامجة ومنصفة، أوضح السيد المدير الإقليمي أن برامج الدعم الاجتماعي عرفت تطورا ملحوظا، حيث تضاعف عدد المستفيدين من برنامج “تيسير” ثلاث مرات، وحقق النقل المدرسي قفزة نوعية بتوزيع 09 حافلات مع بداية الدخول المدرسي ليبلغ أسطول النقل المدرسي بالإقليم 44 حافلة (منها 12 حافلة جديدة).
وفي معرض حديثه عن المشاريع الملتزم بها أمام جلالة الملك، أكد السيد المدير الإقليمي أن هذه المشاريع تحظى بأولوية خاصة في عمل المديرية نظرا لارتباطها المباشر بخدمة المتعلم(ة) ولما يقتضيه احترام آجال إنجازها باعتبار هذا الأخير أحد أهم مكونات حكامة التدبير التي توليها المديرية الإقليمية اهتماما كبيرا إلى جانب الحكامة المالية التي تقوم على ترشيد النفقات واحترام آجال الإنجاز والقوانين المنظمة والرفع من نسبة الأداءات، وهو ما يندرج في إطار حكامة التدبير التأطيري التشاركي الاستباقي الذي اتخذته المديرية نهجا لها.
واختتم السيد المدير الإقليمي عرضه بالتطرق لأهم الصعوبات والإكراهات التي تعترض تدبير المنظومة بالإقليم، وفي مقدمتها بعض الخصاص الطارئ في الموارد البشرية و وما يترتب من إكراهات ناتجة عن طبيعة تشتت الساكنة في المجال القروي في الإقليم.
بعد ذلك فسح المجال أمام ممثلي المنابر الإعلامية الحاضرة قصد طرح الأسئلة حول محاور العرض بصفة خاصة و قضايا الدخول المدرسي بصفة عامة، حيث استأثرت مواضيع القانون الإطار والتعليم الأولي ومدرسة الفرصة الثانية و كذا مساهمة شركاء القطاع في قضايا التربية والتكوين بالإقليم، بحصة الأسد في المناقشة العامة.
وفي معرض جوابه على الأسئلة المطروحة، أبرز السيد المدير الإقليمي أن القانون الإطار وضع من أجل إرساء الإصلاح وضمان إلزامية واستمرارية الخيارات الكبرى بغض النظر الزمن السياسي الذي يتميز بتغير أطيافه في إطار الاختيار الديموقراطي، كما اعتبر وضعية إنجاز مشروعي تطوير وتوسيع التعليم الأولي، ومدرسة الفرصة الثانية من الأولويات التي تحظى بأهمية خاصة بالمديرية الإقليمية من حيث تدبيرهما وتتبعهما ومواكبتهما.
وفي تفصيله لهذين لمحورين أوضح السيد المدير الإقليمي أن ملف التعليم الأولي يتم تدبيره بالتركيز على أربعة محاور:
توفير بنيات الاستقبال وتأهيل المتوفر منها وتجهيزها؛
البحث عن شركاء وفي مقدمتهم جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ و المجتمع المدني للمساهمة في تسيير الأقسام المدمجة لهذا التعليم.
تأهيل المربيات والمربيين من خلال إخضاعهم لدورات تكوينية مكثفة، حيث تم تنظيم ثلاث دورات خلال الموسم الدراسي الماضي، وبرمجة دورات تكوينية خلال الموسم الدراسي الحالي بتنسيق مع أطر المراقبة والتأطير التربوي بالإقليم، وأخرى في إطار الشراكة مع المنظمة الإسبانية “تنمية وخدمات العالم”.
توفير الدعم المالي بتنسيق مع أكاديمية الجهة لفائدة الجمعيات المسيرة لأقسام التعليم الأولي المدمج وفقا لدفتر تحملات دقيق.
أما إحداث مدرسة الفرصة الثانية فقد بلغ مرحلة متقدمة في إعداد وتمرير صفقة تأهيل البناية، كما أن اختيار مدينة عين تاوجطات لاحتضان هذه المدرسة يجد مبرراته في ارتفاع الطلب بهذه المنطقة مقارنة بباقي مناطق الإقليم.
وختم السيد المدير الإقليمي ردوده وتوضيحاته حول الأسئلة المطروحة بالتأكيد على أن التدبير بالمديرية الإقليمية يتم عبر تنفيذ مخططات إقليمية وبرامج عمل سنوية تستوعب كل الخطط والتصورات الوطنية والجهوية الخاصة بتدبير مختلف العمليات والمحطات التربوية خلال الموسم الدراسي، معبرا عن أمله في انخراط مختلف المنابر الإعلامية في مواكبة أوراش الإصلاح والتعريف بالجهود المبذولة من أجل الارتقاء المنظومة التربوية بالإقليم، مشددا على أن المرحلة الراهنة تقتضي تقاسم مضامين القانون الإطار بهدف تملكه ومناقشة سبل تنزيله وأجرأته، وفي هذا دعوة للمنابر الإعلامية للمشاركة في ندوة صحفية ستنظم قريبا في الموضوع.
عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس.
عن موقع : فاس نيوز ميديا