الإفلاس السياسي وسياسة التشيار..!!


طل علينا قبل أيام ممتطيا فرسه الخشبي، صائلا جائلا في مْحْرْكْ التبوريدة السياسية؛ ظانا أن طلقته ستدوي في سماء الرأي العام بصوت مجلجل ودخان، أو علّهُ يثير الانتباه ويجلبه بعدما دخل حزبه في غياهب النسيان، وبعدما تْفْشَّاتْ روايض جراره قبل حلول موسم الحرث والزرع، وابتهاج السنابل في شهر نيسان..


ونحن لا نستغرب خرجته هاته التي ضربت يمينا وشمالا دون تصويب للهدف، ودون اختيار للزمان والمكان المناسبين، تطبيقا للقاعدة المأثورة”أن المناسبة شرط” كمبرر يشفع له فيم تقوَّل من الأقاويل؛ اللهم إن كان يبغي من ورائها ديماراج التراكتور بعدما التصقت أجزاؤه، وصدأ محركه..


ومن باب رد الواجب والصْوابْ لرفيقنا هذا، وحتى لا يظن أننا بخلاء، أو ضعفاء في فن رد الصّرْفْ؛ رغم أن مِكْحلَته الخشبية ما كان لها أن تسقط حتى الجندب الطائر فما بالك بحزب ضارب أوتداه في جبال وسهول المغرب شرقا وغربا، شمالا وجنوبا ووسطاكان لزاما علينا أن نفرد له هذه الأسطر ونحن نحتسي كوبا من القهوة من باب التقشاب السياسي مع زميلنا هدا، سليط اللسان ، عله يلتقط الدرس ويزم فمه من الخوض في أعراض الأحزاب الأخرى، من باب المثل القائل “من كان بيته من زجاج لا يحق له قذف الناس بالحجر؛ بل نزيد له القول تجنبا لخسران الكيل والميزان ونقول له:” من كان بيته من زجاج لا يجب عليه خلع ملابسه بفوضوية؛ حتى لا تظهر سوءته للعيان” ونتساءل مع هذا الفارس المغوار، الذي أصبح لا يملك إلا أوداجه للصياح والهذيان؛ بغية ترويج سلعة سياسية بائرة بوار قوله الفتان ونقول:


_ إن الممارسة السياسية النبيلة الراقية يا صحيبي؛ تقف حاجزا وسدا منيعا من الخوض في شؤون المكونات السياسية الأخرى؛ اللهم إن كان الطرف الآخر صاحب العدوان، امتثالا للقول المأثور” والبادي أظلم” وهو السبب الوجيه الذي جعلنا نسخر بعضا من وقتنا للرد على خرجتك العرجاء، حتى لا تظن أن أرحام الحركيين الأحرار؛ عجزت عن إنجاب من وُكِّلت إليهم مهمة رد الصرف لْلْبَّاسلين بحالك، خصوصا أن الاخ لعنصر لم يسجل عليه طيلة مسيرته السياسية أن تفوه عيبا تجاه مكون سياسي آخر، أو تدخل في شؤون غيره بالقول أو الفعل.


_ يا صُحيِّبي إن اختيار الحركيين للعنصر لولاية أخرى هو شأن حركي خالص، ولا دخل لأي مكون فيه، بل لا دخل حتى لمواطن لا يؤمن بالممارسة السياسية كسبيل للتغيير فيه، ما دام تم الإجماع على شخصه كأمين عام يمكنه تدبير شؤون الخيمة الحركية إلى حين، بل لا دخل لك ولا لأي كان؛ حتى إن قررنا التمديد له إلى أن يتوفاه الله..


فكلام كهذا؛ يمكن أن نقبله من أي حركي أو منخرط، مهما كانت صفته داخل أجهزة الحزب وهياكله الوطنية والجهوية والإقليمية ومنظماته الموازية، ونعتبره كلاما على الراس والعين، يسمع له ويؤخد منه ويرد، ولكن أن تأتي من حزب أفلس سياسيا؛ حزب ولد ولادة قيصرية نحيل البنية، رغم حقنه بهرمون النمو بجرعات زائدة لعله ينمو ويكبر، فكان أن ضل قزما، وسرعان ما عاد للاقتراب من الأرض، حزب تغذى على نهب المستشارين والبرلمانيين وتهريبهم قسرا وإرغامهم على ركوب الجرار لكسب رهان موسم الحصاد، دون أن يساهم في تسميد أرضهم وتأهليها وتكوينها ورعايتها؛ فهو لعمري ما يجعلك مثيرا للشفقة، بل مدعاة لأن تُطبق فاك وتقبض لسانك، لأن خروجه بملء طوله، يجعلك مشوه الخِّلْقة والخليقة، بل لن تزيد كبسة كلاكسون جرارك هذا؛ إلا كمن فْيْقْ لْحمق للرشق بالحجر..!!


ذ: الجيلالي الأخضر
عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية.
عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الحركية سابقا.