نقلت أمس الخميس رفات الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي حكم اسبانيا بيد من حديد حتى وفاته في 1975 من ضريحه الضخم ودفن مجددا في مقبرة عائلته بالقرب من مدريد بعد 44 عاما على انتهاء حكم ما زالت جروحه مفتوحة.
ووصل النعش بمروحية إلى مقبرة مينغوروبيو في شمال مدريد حيث دفن إلى جانب زوجته في المكان الأكثر تواضعا الذي يضم أيضا رفات الديكتاتور الدومينيكاني رافايل تروخيو الذي اغتيل في 1961.
وكان النعش الذي يضم جثمان الجنرال فرانكو المحنط أخرج صباح الخميس من الكنيسة المحفورة في الصخر لمقبرة “فالي دي لوس كايدوس” (وادي الذين سقطوا)، حسب لقطات بثها التلفزيون الوطني.
وقد حمله ثمانية من افراد عائة فرانكو بينهم حفيد ابنته لوي دو بوربون الذي تربطه صلة عائلية بعيدة بملك اسبانيا فيليبي السادس ويعتبره مؤيدو الملكية المطالب بعرش فرنسا.
وهتف أحفاد الرجل الذي انتصر في الحرب الأهلية الدموية (1936-1939) “تحيا اسبانيا” وهم يضعون النعش في السيارة قبل نقله بمروحية إلى مقبرة ميغوروبيو في شمال مدريد حيث ترقد زوجة الجنرال فرانكو.
وتجمع نحو مئتي شخص من الذين يحنون إلى عهد فرانكو على الرغم من منع السلطات أي تظاهرة. وقال المتقاعد ميغيل ماريا مارتينيز لوكالة فرانس برس “فرانكو لن يموت ابدا”. وأكد خوسيه مارتينيز من جهته أن الجنرال “أنقذ الكنيسة وحمانا من الشيوعية”.
وجعل الاشتراكي بيدرو سانشيز من نقل الجثمان المحنط “للطاغية” أولوية منذ وصوله إلى السلطة في يونيو 2018 حتى لا يبقى هذا الضريح الذي لا مثيل له في الدول الأخرى في أوروبا الغربية مكانا “لتمجيد” أنصار فرانكو.
وقال سانشيز في خطاب الخميس إن نقل رفات فرانكو ينهي “إهانة” و”خللا لديموقراطية أوروبية”. وأضاف أن “ديموقراطيتنا تكتسب مكانة في نظرنا وفي نظر العالم أجمع أيضا”. واكد أن “اسبانيا الحالية هي ثمرة الصفح لكنها لا يمكن أن تكون ثمرة النسيان”.
ويقوم نحو 500 صحافي بتغطية العملية.
وفي مقبرة مينغوروبيو سيقام قداس برئاسة نجل أنطونيو تيخيرو الذي قام في 1981 بمحاولة انقلابية في البرلمان الاسباني.
وكانت السلطات وعدت بالقيام بهذه العملية في يوليو 2018 لكنها أرجئت لأكثر من عام بسبب طعون عديدة قدمها إلى القضاء أحفاد الديكتاتور الذي قاد تمردا عسكريا على الحكومة الجمهورية المنتخبة وقاد حملة قمع عنيفة بعد انتصاره.
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات التشريعية التي ستجرى في العاشر من نوفمبر، يتهم المعارضون لسانشيز اليمينيون واليساريون على حد سواء، رئيس الوزراء بتحويل ذلك إلى قضية انتخابية، بينما شهدت منطقة كاتالونيا تظاهرات عنيفة جعلت الاشتراكيين في وضع صعب.
عن موقع : فاس نيوز ميديا