دعا الفنان المسرحي أمين ناسور في لقاء مفتوح تطرق لموضوع “الحساسيات الجديدة في المسرح المغربي” يندرج ضمن أنشطة الملتقى الوطني للمسرح الكوميدي في دورته الرابعة(من 20 أكتوبر إلى 09 نونبر بفاس ومكناس) تنظمه جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون، الشباب الإقبال بشكل متواصل على التكوين من أجل تطوير تجربتهم وصقل مهارتهم والاحتكاك بتجارب مسرحية رائدة.
وأكد أمين ناسور الذي شارك في الملتقى بمسرحيته الجديدة الناجحة “النمس”، على أن التكوين يلعب دورا مهما في مسار الممثل والفنان بشكل عام، مستحضرا مراحل تكوينه قبل نحو17 سنة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي واشتغاله مع الراحل أحمد الطيب العلج، وأضاف الفنان الذي كان يمثل في بداية مشواره الفني قبل أن يتخصص في مجال الإخراج المسرحي، أنه يمكنه أن يوقف تجربة الإخراج لكنه لن يستطيع إيقاف مسار تكوين وتأطير الأجيال الجديدة.
وأوصى الشباب المشارك في اللقاء المفتوح إلى عدم تقليد تجربته أو تجربة فنان آخر بل البحث عن التجربة الخاصة وتطويرها شريطة أن تكون مصاحبة بالتكوين والتأطير، مشيرا إلى أن عدو المسرح يتمثل في الجهل.
وتطرق أمين ناسور لتجربته في مسرح الهواة والنهل من تجربة مسرح الطيب الصديقي وعبد الإلاه عاجل وتجارب فنية أخرى، مؤكدا أن مشاهدة العروض المسرحية جزء من تكوين الفنان، ليضيف ويقول أن مستقبل المسرح المغربي هو الممثل الشامل الذي يتميز بتنوع في مهاراته.
واعتبر أمين ناسور، أن تجربته هي تطوير وتجديد للتجارب المسرحية السابقة وليست تجربة جديدة، معترفا بتأثره في تجربته بالسينوغراف طارق الربح وأنور الزهراوي اللذان اشتغلا معه في مجموعة من الأعمال المسرحية، ليؤكد أن الموسيقى الحية التي يوظفها في أعماله المسرحية الأخيرة ليست اختيارا فنيا أو ترف بل تتجاوز هذه الأبعاد وتدخل في صميم العمل المسرحي، إذ يقوم بالتنويع في الموسيقى من عرض لآخر.
وبالموازاة مع العروض المسرحية، قدم الفنان محمد الحر أستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ورشة حول موضوع “الممثل، الجسد والفضاء”، استفاد منها فنانون مسرحيون محترفون، ركز في الورشة التطبيقية على أهمية الوعي بالجسد وجميع الأطراف المكونة له.
وحث الفنان المسرحي محمد الحر المشاركين في الورشة، على ضرورة اكتشاف قوة الجسد الداخلية مع التخلص من التعب والضغط النفسي وتقوية التركيز، وأكد للفنانين المشاركين أن حضور الممثل يحتاج إلى العمل الطويل ليصل الممثل بجسده إلى ما سماه ب “الحياد”.
وواصل الملتقى الوطني للمسرح الكوميدي أنشطته يوم الأربعاء 23 أكتوبر، بحفل توقيع وتقديم قراءة نقدية لـ كتاب “معجم المسرحيات المغربية: من البداية إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين” تأليف الدكتور فهد الكغاط، وقام بتقديم الكتاب المبدع عبد الرحمان بن زيدان، وإدارة الجلسة الدكتورة مرية المطيع. وأهدى فهد الكغاط الكتاب إلى والده الراحل المؤلف والمسرحي والناقد محمد الكغاط.
وقال عبد الرحمان بن زيدان خلال تقديمه للمعجم المسرحي، أن الكتاب جاء نتاج لما خلفه الراحل محمد الكغاط وكان هذا حافزا لإصدار الكتاب، مثنيا على إنجاز الكتاب الذي هو بمثابة إنجاز علمي كبير، حيث أن المعجم تميز وتفرد عن باقي المؤلفات وجمع كل ما يمكن تجميعه.
وستختتم هذا الأسبوع بمدينة فاس أنشطة الملتقى الوطني للمسرح الكوميدي الذي تنظمه جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بشراكة مع جهة فاس مكناس وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة-قطاع الثقافة، بالعرض المسرحي “مول الدار” لفرقة المسرحيين المتحدين تأليف وإخراج عز الدين حتا، وسيتواصل الملتقى بداية شهر نونبر بمدينة مكناس.
عن جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون.
عن موقع : فاس نيوز ميديا