حي الزيتون بمكناس وسياسة تهميش زائدة

محسن الأكرمين.

يمكن أن نعلن بتمام التشبيه أن حي الزيتون يعيش تهميشا ممنهجا، يعيش ضمن خانة غيابه من رؤية المجلس الجماعي بمكناس، ولا يحتل أية خانة من برنامج عمله. نعم، هي حاجيات كثيرة تم ويتم إغفالها وتغافلها بحي الزيتون العريق حتى غابت عنه أوجه المظاهر الحضارية وأضحى تجمعا سكانيا فقط، ويعيش ظروف احتقان متتالية مع البطالة والانحراف والهشاشة. حي يفتقد كليا لمركز ثقافي وتنشيطي، حي لا ملعب قرب فيه (تيرة جبلى الترابية)، ولا حتى دار الثقافة، ولا دار للشباب، حي تحتله المقاهي بالترتيب من أوله لآخر محتلين رصيف الراجلين، حي تحتله الحرف غير المهيكلة وتفريخ البطالة المقنعة وكراريس الفراشة (القانونيين)، حي يتم استغلال ساكنته في التغرير الانتخابي فقط.

هي مجموع إشكالات تنموية مطروحة بحدة في حي الزيتون، ولا حتى مبادرة إستراتيجية ولو بصغر حجمها من قبل جماعة مكناس للتدخل وخلق توازن في توزيع المرافق الترفيهية والثقافية والرياضية بالعدل على خارطة مكناس.

فحين تتحرك الفعاليات المدنية بحي الزيتون لأجل الدفع بمطالب ساكنة الحي نحو الأمام، فإن العراقيل تفتعل ويتم “ترقيد” تلك المطالب بالتسويف والمماطلة، و حتى في ركوب احتواء تلك المبادرات التفاعلية وسد منافذها. لكن ، من حق الساكنة بحي الزيتون بمطلب مستشفى القرب المتعدد الاختصاصات، من حقهم سوقا نموذجيا، من حقهم مركزا (سوسيو ثقافيا ورياضيا) يقلل من الانحرافات الجانبية ويبعث الأمل في شباب الحي، من حقهم بنية طرقية مهيكلة وإضاءة ليلية بالمستوى الجيد، من حقهم بناية أمن مداومة تسهر على تأمين الممتلكات والأنفس، من حق ساكنة الزيتون الافتخار بأن السلطان المولى إسماعيل قد أفردهم بالامتياز وعاش بينهم.

من سوء حظ حي الزيتون تدشين مدارة طرقية أمام كلية العلوم (باب القزدير)، مدارة تضيق السير والجولان، مدارة حملت اشتغال نصف سنة من التخطيط والعمل ولازالت معلقة التتميم، مدارة تحمل رؤية العشوائية في التنزيل والتصور.

من صدق القول النفعي أن حي الزيتون في حاجة إلى بنية تحتية متكاملة، في حاجة إلى بيئة طبيعية وجمالية تم قبرها ببنايات الأجور الممتد، في حاجة حقيقية إلى تشبيك أيدي الفعاليات المدنية وتشكيل لجنة مطالب وعرائض عادلة وواقعية، في حاجة إلى تنشيط اقتصاد القرب الصغير، وترفيه رزين، في حاجة إلى ترافع لممثليه بمجلس جماعة مكناس لأجل الإحاطة بضرورة الاهتمام بتنمية الحي  وإعادة الاعتبار إليه ولساكنته.

عن موقع : فاس نيوز ميديا