رفع السّرية.. شاهد صورا وفيديو من الجو لعملية قتل الإرهابي “البغدادي”

نشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اللقطات المصورة الأولى للغارة التي نفذتها قوات خاصة مطلع الأسبوع بسوريا، وأفضت إلى مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي، وحذرت من أن التنظيم المتشدد قد يحاول شن «هجوم انتقامي».

وأظهرت اللقطات، التي رُفعت عنها السرية، الأربعاء 30 أكتوبر 2019، وصُورت من الجو وكانت محببة وغير ملونة، قوات العمليات الخاصة الأمريكية وهي تطبِق على المجمع وطائرة أمريكية تطلق النار على متشددين في مكان قريب.


وفي أكثر لقطات التسجيل إثارة ظهر عمود من الدخان الأسود يتصاعد في السماء، بعدما سوت قنابل الجيش الأمريكي مجمع البغدادي بالأرض.

قال الجنرال بمشاة البحرية كينيث مكنزي، قائد القيادة المركزية، إنه بعد ورود معلومات عن مكان البغدادي أعددنا خطة لاعتقاله أو قتله، موضحاً أن الخطة تضمنت 3 مراحل، وكانت الأولوية تتمثل في تفادي وقوع ضحايا مدنيين، حيث استخدمت طائرات دون طيار لتحديد موقعه.

وأشار ماكنزي إلى أن القوات التي شاركت في العملية طالبت مَن في المجمع السكني المستهدف بالاستسلام، إلا أن البغدادي لجأ إلى نفق رفقة أطفال، إذ كان المجمع السكني يضم أطفالاً، مشيراً إلى مقتل 6 من عناصر داعش في التفجير.

قال الجنرال بمشاة البحرية التي تشرف على القوات الأمريكية بالشرق الأوسط: «بدا (المجمع) كساحة لانتظار السيارات بها حفر كبيرة».

وأضاف مكنزي في إفادة لصحفيي البنتاغون أن فكرة تدمير المجمع ترجع لأسباب، منها «ضمان ألا يكون ضريحاً أو أي شيء يمكن تذكره بأي طريقة… بات مجرد قطعة أرض أخرى».

قُتل البغدادي، وهو جهادي عراقي أعلن نفسه «خليفة» للمسلمين وزعيماً للدولة الإسلامية، بعد أن فجّر نفسه بحزام ناسف لدى فراره إلى نفق مسدود بمدينة إدلب شمال شرق سوريا، مع تضييق القوات الأمريكية الخناق عليه.

وقال مكنزي إنه أخذ طفلين صغيرين معه إلى النفق وليس ثلاثة مثلما أشارت تقديرات الحكومة الأمريكية. وأضاف أنه من المعتقد أن كلا الطفلين دون 12 عاماً وكلاهما قُتل.

وأكد ماكنزي أنه تم دفن رفات البغدادي في البحر خلال 24 ساعة من مقتله.

أشار مكنزي إلى أنه من غير المحتمل أن البغدادي كان يستخدم الإنترنت أو له اتصالات بالعالم الخارجي عبر المنصات الرقمية.

وقال: «أعتقد أنه (كان يستخدم) ربما نظام مراسلة عبر وضع شيء على قرص مرن أو غيره من الوسائل الإلكترونية البسيطة ويقوم شخص ما بنقلها إلى مكان ما».

وأفاد مكنزي بأن الدولة الإسلامية ستحاول على الأرجح شن هجوم انتقامي.

وأضاف: «نشتبه بأنهم سيحاولون القيام بشكل ما من أشكال الهجمات الانتقامية. ونحن مستعدون تماماً لذلك».

لم يؤيد مكنزي رواية ترامب المثيرة عن اللحظات الأخيرة في حياة البغدادي أو يدحضها. وقال ترامب في خطاب تلفزيوني للأمة يوم الأحد إن البغدادي «مات جباناً… يبكي ويئن ويصرخ».

وعند سؤاله عن رواية ترامب، قال مكنزي: «فيما يتعلق باللحظات الأخيرة في حياة البغدادي ما يمكنني أن أقوله لكم هو إنه زحف إلى سرداب مع طفلين صغيرين وفجّر نفسه فيما بقي أتباعه على الأرض».

ومضى يقول: «وعليه يمكنكم استنتاج نوع الشخصية بناء على هذا التصرف… ليس بوسعي تأكيد أي شيء آخر بخصوص الثواني الأخيرة في عمره. لا يمكنني تماماً تأكيد تلك الرواية أو غيرها».

وكان الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، أحجم هو الآخر يوم الإثنين عن تأكيد رواية ترامب قائلاً إنه يتصور أن ترامب حصل على تلك المعلومات من خلال حديثه المباشر مع أفراد وحدة العمليات الخاصة التي نفذت العملية. وقال مكنزي إن ميلي لم يتحدث بعد معهم.

لمّح مكنزي إلى أن الجيش الأمريكي حصل على قدر كبير من المعلومات عن أنشطة تنظيم الدولة أثناء الهجوم. وقال: «بينما كانت قوة الهجوم تنتشل الأشلاء أخذوا كل ما عثروا عليه من وثائق أو معدات إلكترونية، وهو ما كان ذا أهمية كبيرة». وأحجم عن تقديم تفاصيل أخرى.

وأوضح مكنزي أن العملية العسكرية التركية في سوريا هذا الشهر وانسحاب القوات الأمريكية من منطقة الحدود لم يكن من العوامل التي حددت موعد الهجوم. لكن مكنزي أشار إلى مجموعة من العوامل الأخرى، من بينها مستوى ضوء القمر والأجواء المناخية.

وقال: «هاجمنا لأن الوقت كان مناسباً لأن نهاجم في ضوء اكتمال معلومات المخابرات وعوامل أخرى تؤثر على دخول قوة الهجوم وخروجها». واستطرد: «لذلك فإنها (عملية نبع السلام) لم تكن عاملاً في التأخير، كل ما في الأمر أننا اخترنا التوقيت المناسب».

والأحد 27 أكتوبر 2019، أعلن ترامب مقتل البغدادي، في عملية خاصة نفذتها قوات بلاده، شمال غربي سوريا، وبالتنسيق مع تركيا وروسيا والعراق.

عن موقع : فاس نيوز ميديا