تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الواردة في الرسالة السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الأولى للتنمية البشرية التي احتضنتها مدينة الصخيرات يومي 18 و19 شتنبر الماضي والتي أكد فيها جلالته على أهمية الاستثمار في تنمية الرأسمال البشري بشكل عام وتنمية الطفولة المبكرة بشكل خاص.
وفي إطار مساهمة مصالح إقليم تاونات في الحملة الوطنية حول الطفولة المبكرة المنظمة خلال الفترة الممتدة ما بين 21 اكتوبر و 4 نونبر 2019، تحت شعار : “بناء مستقبل أبنائنا يبدأ من الطفولة “، نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية يوم الإثنين 4 نونبر 2019 لقاء تواصليا وتحسيسيا، تحت الرئاسة الفعلية للسيد سيدي صالح داحا ، عامل إقليم تاونات، وبحضور كل من السيد الكاتب العام للعمالة ورئيس المجلس الإقليمي ونواب ومستشارو الإقليم في البرلمان وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ورؤساء اللجن المحلية للتنمية البشرية ورؤساء المصالح الأمنية ورؤساء المصالح الخارجية الإقليمية والمنتخبين وممثلي الجمعيات الفاعلة في مجال الطفولة والقطاع الخاص والخبراء .
وقد تضمن برنامج هذا اللقاء، بث فيلم مؤسساتي وتقديم عرض من طرف السيد أمين نوفل المجيد رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة حول أهمية تنمية الطفولة المبكرة والمراحل التي تمر بها وتدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مرفوقا بكبسولات أنجزت في إطار الحملة الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة بشراكة مع وزارة الصحة والتي تلخص الممارسات الجيدة التي يجب اتباعها أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية والتنمية المعرفية والحركية والنفسية للطفل.
وفي كلمته بالمناسبة، ذكر السيد عامل الإقليم بمضامين الرسالة الملكية السامية المشار إليها والتي تضمنت العديد من التوجيهات المرتبطة بصحة الأم والطفل وتعميم التعليم الأولي، مشيرا أن تنمية الطفولة المبكرة تعتبر وسيلة فعالة ورافعة أساسية لمعالجة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية والمجالية مذكرا بالمنجزات التي تم تحقيقها في هذا المجال، مهيبا بضرورة تضافر جهود الجميع من سلطات عمومية ومنتخبين وفاعلين جمعويين وقطاع خاص وكافة المتدخلين المعنيين قصد التغلب على العجز المسجل في هذا المجال وبذل المزيد من الجهود للنهوض بالطفولة المبكرة ببلادنا، عبر ضمان التقائية جيدة بين تدخلات الفاعلين لمزيد من الفعالية، وإيلاء اهتمام خاص بجودة الخدمات المرتبطة بهذا المجال، وإرساء آليتي التتبع والتقييم أثناء إعداد المشاريع.
كما استعرض تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة بدعم وتعاون مع كافة الشركاء المعنيين من خلال برمجة إنجاز العديد من المشاريع واتخاذ مجموعة من التدابير التي تهدف إلى تعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، تتمثل بالأساس في تعميم التعليم الأولي ذي جودة من خلال برمجة بناء وتأهيل أكثر من 15.000 وحدة للتعليم الأولي في أفق سنة 2023 و إرساء نظام للصحة الجماعاتية عبر تزويد المؤسسات الصحية بالمعدات الطبية وشبه الطبية، وتحسين الخدمات على مستوى دور الأمومة والعمل على التفعيل التدريجي للوسطاء الجماعاتيين .
وقد تم التركيز خلال هذا اللقاء على بعض الجوانب الأساسية المرتبطة بتنمية الطفولة المبكرة منها على الخصوص أن الستة أشهر الأولى من حياة الطفل مهمة للنمو، حيث تبلغ نسبة نمو دماغ الطفل في سن السادسة 80 ٪ من حجمه عند مرحلة البلوغ، الأمر الذي يقتضي معه تنمية الطفل قبل البلوغ وأن تنمية الطفولة المبكرة تمر عبر سلوكيات بسيطة ولكنها مهمة تتمثل في ضمان التتبع الطبي والحرص على توفير التغذية الجيدة للمرأة الحامل والطفل وتشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولى من حياة الطفل، لفوائدها العديدة على صحة الأم والطفل وتعزيز تفتح الطفل عبر التفاعل واللعب والتواصل لتحفيز دماغه، فضلا عن تعميم الولوج إلى تعليم أولي ذي جودة وتعزيز تربية الطفل من طرف والديه.
كما تم بالمناسبة تسليم مفتاح حافلة للنقل المدرسي المقتناة ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة المستفيدين من خدمات مركز بسمة الأمل للإعاقة الذهنية بجماعة تاونات وزيارة وحدة للتعليم الأولي بجماعة بوعروس من طرف السيد عامل الإقليم والوفد المرافق له.
وللإشارة، وفي إطار تفعيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم، فقد صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية على مجموعة من المشاريع التي تهم دعم وتنمية الطفولة المبكرة في إطار البرنامج الرابع الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، من بينها اقتناء شاحنات للتطبيب مجهزة وبناء مستوصفات وتأهيل وتجهيز دور الولادة وبناء وتهيئة وتجهيز وحدات للتعليم الأولي واقتناء حافلات النقل المدرسي.
تاونات، في : 04 نونبر 2019
عن مصلحة التواصل بعمالة اقليم تاونات.
عن موقع : فاس نيوز ميديا