دعا علي بن فليس، وزير العدل الجزائري السابق، والمرشح لرئاسيات الشهر المقبل في الجزائر، الى ضرورة الاقتراب مع المغرب لحل جميع الإشكالات والاختلافات العالقة، بما فيها الحدود البرية المغلقة منذ 1994.
وقال بن فليس، الذي كان يتحدث لقناة ” البلاد الجزائرية”، أنه في حال نجاحه في الانتخابات وتوليه رئاسة الجزائر، سيطرح ملف الحدود البرية المغلقة بين المغرب والجزائر للنقاش والحوار، مؤكدا أنه “لا يجب أن نخلق عداوة مع المغرب، بل يجب أن نقترب منه”.
وهكذا، يكون علي بن فليس، أول مرشح لرئاسيات الجزائر يكشف عن نواياه بخصوص العلاقة مع المملكة المغربية، في حال ظفره بكرسي الرئاسة في انتخابات 12 ديسمبر القادم.
وكانت مجموعة من الأحداث التي شهدتها العلاقات المغربية الجزائرية مؤخرا، قد كشفت عن تحولات دالة في المواقف، مسطرة بذلك معالم إمكانية فتح أبواب علاقة أكثر دفئا وقربا، يرى متتبعون في إنتخابات يوم 12 دجنبر القادم بابها الأكبر، لإطلاق “إنتخاب التغيير”، الذي رفعه الشعب الجزائري تزامنا مع إعلان تاريخ إجراءها تحت هاشتاغ “#الجزائر_تنتخب للتعبير”.
معالم التغيير عبر عنها الأمين العام الأسبق، لحزب جبهة التحرير الوطني، حزب اول رئيس للجزائر لما بعد الإستقلال أحمد بن بلة، وواحد من ست قادة رئيسيين يذكرهم تاريخ الجزائر في الكفاح من أجل استقلال الجزائر، عمار سعداني، في حوار مطول مع موقع “كل شيء عن الجزائر TSA”، بعد ان صرح قائلا: ” أنه من الناحية التاريخية، أن الصحراء مغربية وليست شيء آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين، وفي رأيّ أن الجزائر التي تدفع أموال كثيرة للمنظمة التي تُسمى البوليزاريو منذ أكثر من 50 سنة. دفعت ثمنًا غاليًا جدًا دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرجُ من عنق الزجاجة”.
وأوضح الأمين العام الأسبق، لحزب جبهة التحرير الوطني، أن ” العلاقة بين الجزائر والمغرب، هي أكبر من هذا الموضوع والآن الظرف مناسب، لأن هناك انتخاب رئيس جديد وتغير في النظام التونسي، والجزائر مقبلة على انتخابات وهناك تغير في النظام، كما أن ليبيا تعيش تحولًا، وهذا يمكن أن يؤدي لإعادة إحياء المغرب العربي كما طالب به قدماء جبهة التحرير وأيضًا الأحزاب الوطنية في كل من المغرب، الجزائر، تونس وشمال إفريقيا”.
وأوضح سعداني، “أن موضوع الصحراء يجب أن ينتهي وتفتح الحدود وتُسوى العلاقات بين الجزائر والمغرب لأن الأموال التي تُدفع لمنظمة البوليزاريو، والتي يَتجَوّل بها أصحابها في الفنادق الضخمة منذ 50 عامًا، فإن سوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها، أولى بها. هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر”.
وفي ذات السياق تناقلت مواقع إخبارية خبر، خلال الشهر الماضي، قرب إعلان السلطات المغربية والجزائرية عن فتح الحدود البرية بين البلدين مباشرة بعد انتخاب رئيس جزائري جديد، بعد ان طالبت عدة أطراف داخل الشقيقة الجزائر بطي صفحة العداء بين البلدين والموافقة على فتح الحدود المغلقة منذ ما يقارب 20 سنة، مشددة على أن العلاقات المغربية الجزائرية تعيش تحولات كبرى في الأسابيع والأشهر الماضية، خصوصا بعد البلاغ الصارم والشديد اللهجة الصادرة عن الخارجية المغربية الرافض للتصريحات غير المحسوبة الصادرة عن الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب صلاح الدين مزوار ، نهاية الأسبوع المنصرم، لدرجة وصفها بغير المسؤولة والمتهورة والرعناء.
وكانت السلطات الجزائرية قد أصدرت أوامرها، في موقف إنساني إستأثر بمتابعة عدد من الصحف العربية والدولية، في وقت سابق، بفتح معبر “زوج بغال” الحدودي لتسهيل عملية نقل جثامين شبان ثلاثة لقو حتفهم غرقا بعرض السواحل الجزائرية، جراء تعطل محرك القارب الذي كان يقلهم وهم في طريقهم للضفة الأخرى، من مستودع الجثث بمستشفى وهران في اتجاه المركز الحدودي، في خطوة تعانق الحلم المأمول الذي رفعه أبناء الشقيقتين “خاوا خاوا ماشي عداوة”، والأمل المعقود بإنفراج الأفق لفتح الحدود وإعادة إحياء المغرب العربي.
عن موقع : فاس نيوز ميديا