25 مليون دولار لقـــــــاء ليلة لإمبراطور اليابان الجديد مع ” أماتيراسو”.. فما القصة ؟

صرفت الحكومة اليابانية 25 مليون دولار لإقامة شعيرة تخصّ الامبراطور وإلهة الشمس. فمن هي هذه الإلهة؟ وما علاقتها به؟ وما هي خبايا هذا الاعتقاد في واحدٍ من أكثر بلدان العالم تطوّراً؟

قضى امبراطور اليابان ناروهيتو ليلة كاملة مع إلهة الشمس، واسمها أماتيراسو، ما بين ليلة الخميس وصباح الجمعة، مكملاً بذلك مراسم تتويجه في أعلى الهرم السياسي باليابان، إذ تعد هذه الشعيرة آخر طقوس حيازة الامبراطور الجديد للعرش، بعد تنازل والده، أكيهيتو، عنه في شهر أبريل/ نيسان الماضي.



ويعتقد الامبراطور، ومعه الكثير من معتقني الديانة الشنتوية، أنه ينحدر من سلالة إلهة الشمس، رغم أن هيروهيتو، جد ناروهيتيو، تجرّد من صفة القدسية التي كان أساساً لهذا الاعتقاد، إثر الهزيمة التي لحقت به وباليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

وحسب مقال لأستاذ الأدب الياباني، ماتسوموتو ناؤكي، في موقع اليابان بالعربي، فإن إلهة الشمس ظهرت للإله إيزاناغي، عندما صبّ الماء على عينه اليسرى.

ويُعتقد أن إيزاناغي، الذي خلق جزر اليابان برفقة زوجته الإلهة إيزانامي، كان حزيناً للغاية بعد وفاة زوجته متأثرة بحروق شديدة، نجمت عن ولادتها لإله النار، كاغوتسوتشي، حسب المصدر السابق.

وتقول الأسطورة، وفق الباحث، إن إيزاناغي أصرّ على أن يرى زوجته بعد موتها، رغم ذهابها إلى عالم الموتى، ليكتشف أنها تحوّلت إلى جثة عفنة مغطاة بالديدان، وعندما فرّ من ذلك العالم، وعاد إلى عالم الألهة الأصلي، طهّر نفسه عند مصب نهر شهير، لتظهر له أثناء هذه العملية ثلاثة ألهة هم ألهة الشمس وإله العواصف وإله القمر، وهم الأشهر بين ذريته.

ويمضي الباحث في القول هذه الإلهة كانت قد اختبأت في كهف إثر ذعرها من سلوكيات أحد أشقائها الذي كان ينشر الخراب، وتسبّب هذا الاختباء في ظلام دامس بالعالم، ما جعل الآلهة الأخرى تؤدي طقوسا معينة لأجل تشجيع أماتيراسو على الظهور مجددا، وهو ماقبلته. ولاحقاً نزلت ذريتها إلى العالم لتحكم أرض اليابان.



وحضرت زوجة الامبراطور للاحتفال، لكن الامبراطور هو من يتولى تقديم القرابين للإلهة، وقد قام بذلك عبر وضع الأطعمة على 32 طبقا من أوراق البلوط.

وتقول مواقع أخرى إن أماتيراسو كانت متزوجة بشقيقها، تسوكويومي، وهو إله القمر، لكنها انفصلت عنه بعد قتله موشي إله الطعام، ما أدى إلى الفصل بين الليل والنهار. وتتحدث معطيات أخرى عن أن أماتيراسو أرسلت حفيدها جيمو إلى الأرض قبل 3 آلاف سنة لأجل أن يكون أول حاكم لليابان، ومنذ ذلك الحين بدأت شجرة أباطرة اليابان.

وبدأت الاستعدادات للشعائر قبل أشهر بإقامة مجمع ديني خاص داخل البلاط الإمبراطوري ثم حصاد الأرز من حقلين اختيرا من خلال تسخين قوقعة سلحفاة وقراءة نمط الشقوق عليها. وينص الاحتفال في الليلة الموعودة على تقديم وليمة ضخمة للإلهة، تتكون من أطعمة متنوعة كالسمك والفواكه والأرز وغير ذلك.

وحضر الاحتفال 400 شخصية، بينهم رئيس الوزراء، وبثها التلفزيون الياباني على الهواء مباشرة. ولا تزال مستمرة رغم دعاوى قضائية مرفوعة ضدها من فئات مختلفة من المجتمع، بمبرّر أنها تبذير للمال وانتهاك لمبدأ فصل الدين عن الدولة المنصوص عليه في الدستور.



عن موقع : فاس نيوز ميديا