خطيب جمعة بفاس : المطر والغيث من النعم الكبرى التي تستوجب شكر الله

حثّ “اليمودي محمد شيخ” خطيب الجمعة بمسجد “أنس بن مالك” بطريق ايموزار بفاس، في خطيته على وجوب حمد الله على جميع النعم التي أنعم الله بها على عباده، ومن بينها نعمة المطر والغيث.


وأوضح الخطيب أن نعمة الغيث بها تحيا الأرض وتسلم ويفرح بها الناس والأنعام وهو أثر من نعمة الله عزل وجل في عباده يصيب به اليأس والقنوط، مستدلا بقوله تعالى : “وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ”، وقول الله في كتابه العزيز في آية أخرى : “وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”.


وأبرز “اليمودي” أن الغيث النافع المبارك رحمة من الله عز وجل يرحم بها عباده ليشربوا ويأكلوا ويتطهروا، فالقرآن الكريم فيه تنويه وتذكير بهذه النعم الثلاث مصداقا لقول الله عزّ وجلّ : ” أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُون أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ”.


وأضاف أن الله تعالى جمع نعمتي الماء والطعام في آية واحدة ليجعلها دليلا على ألوهيته وربوبيته، لذلك وجب شكره، حيث قال عز وجل في محكم كتابه العزيز : ” وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ”.


وقال الخطيب “إن الانسان مهما حاول أن يعدد نعم الله في الغيث لن يحصيها، واذا كان لا يستطيع احصاءها فهو عاجز عن شكرها ولكن برحمة الله عز وجل بنا أنه لن يكلفنا من الشكر إلا ما نطيق وما نستطيع، لذلك لا يليق بنا أن نقصر فيما نستطيع أن نشكر الله جل جلاله، وهو قليل بالنسبة لكثرة النعم من الله وعظمته سبحانه وتعالى، فالله أنعم وينعم على عباده على قدره لذلك وجه على عباده الشكر على قدرهم”.


وأشار خطيب الجمعة إلى أن الله عندما ينزل غيثه تحيا الأرض بعد موتها وينتعش الحيوان والشجر والتمر ويغسل الأجواء من كل أنواع التلوث وينقي الهواء ويزيل القنوط واليأس، لقوله تعالى : “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا، وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا “.


واستهل “اليمودي محمد شيخ” الجزء الثاني من الخطبة، بقوله أن “المطر والغيث من النعم الكبرى توجب شكره عليها، لأن هناك من الآداب التي بيّنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يجب أن نستن بها وألا ننظر ونحن في أمسّ الحاجة إلى كل الخير مهما كان حجمه، ويجب ألا ننظر إلى أن إصلاح الذات وإلى أعمال البر على أنها شيء بسيط، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ” لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ ” رواه مسلم.


وأردف أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن مجموعة من الآداب النبوية التي ترتبط بالمطر لأن المؤمنين في حاجة إلى كل خير وفضل، والتأمل في كل هذه الآداب والتسنن بها من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو من باب شكر الله عز وجل وذكره، ومن الآداب التي أكد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر، الاكثار من الدعاء لله عز وجل، لأن هذا الموطن من مواطن الاستجابة للدعاء، مضيفا أن الدعاء من خير العبادات، لأن المؤمن في حاجة ماسة لتحقيقها، لقوله صلى الله عليه وسلم : ” اثِنَتانِ لاَ تُرَدَّانِ، أوْ قَلَّمَا تُردَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْد النِّدَاءِ وعِند البأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُم بَعضًا”. رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.


وتضرع الخطيب في الختام إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وبأن يجعل كل مبادراته أعمال خير وبركة على البلاد والعباد، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبأن يحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة.

عن موقع : فاس نيوز ميديا