اخي العزيز جواد
محمد الهيني
كيف نتقبل الموت بحقك وانت المحب للحياة دوما ،كنت اعاكس القدر حتى لا يكون الخبر والنبإ صادقا
ولما استيقنت من الامر بكيت بشدة وعاتبت القدر ان يخطفك منا وانت في ذروة العطاء والحيوية
كنت دائما شابا يافعا بحماسك واستماتتك في الدفاع عن المظلومين والمقهورين من الطلبة والعمال وضحايا خروقات حقوق الانسان.
لم تكن الابتسامة تفارق محياك حتى في احلك الظروف.
عشنا معك وبرفقتك اياما خالدة حتى خلت شخصيا ان الزمن لن يفرق بيننا.
جلسات صباحية ومسائية وليلية طويلة وممتعة اغلبها في المحاكم.
لم يكن العياء يدب اليك، لان الرسالة والامانة حملتها في اعماق القلب والفكر.
علمتنا معاني الوفاء والصمود والاباء والنضال في ساحة الدفاع الحقوقي، بدون كلل ولا ملل.
انك زميلي تنتمي لمدرسة الشموخ والعظمة في مهنة المحاماة.
كنت انيقا في كل شيء، بشوش المظهر، خلوق السلوك، هادئ الطباع، شرسا في مرافعاتك بادب جم وفكر ثاقب.
كنت منهجيا في حديثك ومرافعاتك، تتوقع وسائل الدفاع والدفوع للخصم، تعرفك جل المحاكم وانت من قيادمة المهنة، عايشت فطاحلة المهنة ومرافعاتهم، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلت تبديلا.
لم تكن صديقا او زميلا عاديا، كنت الاخ في السراء والضراء.
كنت السند والمرشد والناصح الامين.
سالتك ذات يوم عن زميل اساء لي فقلت لي تجاوز يا اخي فانت اكبر من التشكي.
اخي العزيز جواد
انه لصعب ان نصدق القدر وان نلتمس الامهال لمن نحب، رغم انه لا يختار الا اخيارنا، فبعد المرحوم النقيب البقيوي جاء الدور على المرحوم القيدوم التويمي. فمتى سنتوقف عن احصاء ضحايانا.
لقد بات الموت يطاردنا جميعا، وعلى غفلة، بعدما كنا نعتقد ان الحياة تطاردنا.
اننا مؤمنون، ورغم ذلك فالموت مصيبة، والفاجعة كبيرة، والامها لن تندمل بسرعة.
الم يكن للقدر ان يتمهل بعض الشيء، وليمنحنا جرعة الحياة رفقة حبيبنا بنجلون.
ان العين لتدمع والقلب ليحزن، وانا لفراقك يا ولد العائلة، كما كنت تحب ان نسميك، لانك كنت ابن اصول ونسب وحسب لمحزونون.
اللهم ارحم زميلنا وارزقه الجنة والهم اهله ومحبيه واصدقائه الصبر والسلوان.
وانا الله وانا اليه راجعون
زميلك محمد الهيني
عن موقع : فاس نيوز ميديا