نظّمت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، خلال الأسبوع الجاري، بمدينة فاس لقاءً خاصاً لعرض تقنية يابانية تستعمل في مجال إعادة تدوير مخلفات عصر الزيتون لفائدة قطاع صناعة الزيتون في المغرب.
وجرى تنظيم هذا اللقاء في المنطقة الصناعية الدكارات بمدينة فاس بحضور عدد من المسؤولين المغاربة واليابانيين في إطار شراكة تربط الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ووكالة الحوض المائي لسبو.
وذكرت الوكالة، عبر مكتبها في الرباط، أن الإنتاج الوطني للزيتون بلغ خلال الموسم 2018-2019 حوالي مليونيْ طن؛ وهو رقم قياسي لم يسبق تسجيله في المغرب، مشيرةً إلى أن هذا الأداء الجيد جاء نتيجة المجهودات المبذولة في إطار مخطط المغرب الأخضر.
ولاحظت الوكالة أن “المغرب يعرف ازدهاراً في إنتاج زيت الزيتون، من خلال قطاع يعرف تحديثاً مستمراً استجابة للاحتياجات المتصاعدة؛ لكن هذا التطور له تأثير سلبي من خلال ما تنتجه معاصر الزيتون من مخلفات المرجان، وهو ما يسبب مشاكل بيئية على موارد المياه وجودة التربة”.
وأكدت الوكالة اليابانية أن هذه “المخلفات إذا ما تمت معالجتها بشكل صحيح يمكن أن تتحول إلى منتج أساسي ذي قيمة مضافة عالية؛ لكن في الوقت الحاضر تطوير هذا المنتج لم يصل بعد إلى مستوى إمكاناته، في حين لا يزال قطاع الزيتون يبحث عن وسائل ملموسة للتطوير”.
وللاستجابة لهذه التحديات التي يواجهها قطاع الزيتون في المغرب، أطلقت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، بشراكة مع وكالة الحوض المائي سبو، في مارس الماضي، دراسة تجريبية باستخدام تقنية “التجفيف بالضغط وبحرارة الزيت” معروفة باسم Cocotte طورتها المقاولة اليابانية Eco-Stage Engineering.
وتمكن تقنية “كوكوت” من فصل شبه تام للزيت والمواد الصلبة والماء من مخلفات الزيتون قبل أن يجري تحويل هذه المواد، ويمكن تثمين المادة الصلبة كمادة أولية للأغذية الموجهة إلى الماشية أو كمخصب، أما الزيت المتحصلة عليها من هذه العملية فهي زيت من الاستخراج الثالث.
ويتم العمل بهذه التقنية الفريدة على نطاق واسع من قبل صناعات تثمين النفايات الغذائية في اليابان، ويمكن لوحدة صناعية أن تعالج عشرة أطنان من النفايات الغذائية في الساعة، أي ما يعادل 100 طن إلى 170 طنا في اليوم.
وسينتهي هذا المشروع الياباني متم دجنبر 2021، وخلال هذه الفترة سيتم تكييف التقنية مع الشروط المحلية من أجل رفع مستوى تثمين مخلفات الزيتون في المغرب بهدف إيجاد حل مناسب للمشاكل القطاع الصناعي لعصر الزيتون الذي يعد أكثر الصناعات تلويثاً بين الصناعات المغربية، من أجل ضمان تطور مستدامة له وخلق آثار إيجابية على بيئة السكان.
عن موقع : فاس نيوز ميديا