من مسجد محمد الخامس بجهة سوس، تمحورة خطبة يومه الجمعة في شقها الأول حول مقاصد الوضوء في الإسلام، فيما تطرق الخطيب في الشق الثاني من خطبته لمكانة المرأة في الإسلام.
وذكر الخطيب في بداية خطبته بأهمية الطهارة في حياة المسلم، مؤكدا على الدور الأساسي للماء في حيلة كل الكائنات وفي طهارة الأبدان.
قال تعالى في سورة الأنبياء : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30))
وقال تعالى في سورة الأنفال : ( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)).
والطهارة سنة وفطرة جبل عليها الإنسان، يقول الإمام الخطيب، وكل فطرة سليمة تستحب النظافة والطهارة، وتستنكر النجاسة والوسخ والقذارة، ولذلك خص الدين الإسلامي الطهارة بالعناية الفائقة، حتى أنه جعلها من فرائض قبول العبادات.
وقد خص الله تعالى المتطهرين بمحبته، قال تعالى في سورة البقرة : ( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11))
وأمر المولى عز وجل رسوله الكريم بطهارة الثياب في أوائل الآيات المنزلة على المصطفى الحبيب ، حين قال تعالى في سورة المدثر: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)).
كما أمر الله جل على بالطهارة الحسية أيضا، ورتب لها الجزاء العظيم ..
وفي الجزء الثاني من الخطبة، استهل الخطيب بتذكير المصلين وتحذيرهم من العنف، لأنه سلوك وتصرف شنيع ومعيب ولا يمت بصلة لديننا الحنيف الذي يوصي الرجال والنساء على التعاون والبر والتقوى والائتلاف على السكينة والمودة والرحمة والسماحة والعطف والرقة وحسن العشرة مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز : ي”َا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “.
والتعارف ضد التنافر كما أن المعروف ضد المنكر، وذلك ما بينه النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما قال : ” الأرواح جنود مجندة ما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف “، وقوله تعالى : ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
والعنف يؤكد خطيب الجمعة، لا يقوم اعوجاجا ولا يصحح خطأ ولا يصلح أمرا ولكنه يزيد النار وقودا والمشكلة سوءا وتعقيدا، والبيت الذي دأب أهله على التشاجر والتعادي والتشاحن والتدابر لا تقر به عين ولا تحصل به سعادة ولا يساعد على تنشئة الأبناء تنشئة نفسية سليمة وسوية، ولا على تربية متوازية متزنة، وإن كملت الأجسام وصحت الأجساد .
الخطيب في الختام، تضرع إلى الله تعالى بأن ينصر الملك محمد السادس ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشدّ عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبأن يحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة.
عن موقع : فاس نيوز ميديا