مكناس بين ترصيف الولوجيات وبناء سياسة التمكين والتمكن

متابعة للشأن بمكناس محسن الأكرمين.

من برد العتمة ما تلفه الأسوار المتهالكة خيفة من المستقبل داخل مدينة مكناس، من بين المدن التي يعمها الصمت القاتل ولا تسمع عنها في القنوات الإعلامية العمومية إلا في برنامج “أخطر المجرمين”. هي مدينة أحلام تنام بعيون مفتوحة ليلا وتدبر أمور يومها بالصمت، هي مدينة مربع سكونية قبور الموتى وأضرحة القبة الخضراء “دار الضمانة ” الحافظة ” لعادات حليمة السكون والمهادنة بمكناس”.

 مدينة تعيش إعاقة في التخطيط و في بناء رؤية تنمية التكامل والذكاء. مدينة لازالت تتحدث عن الولوجيات اليتيمة بينما مدن أخرى انتقلت إلى بناء سياسة التمكين والممكن و المشاريع الضخمة، والخوض في نموذج المدينة الذكية. كل من يسكن المدينة باختلاف الشرائح الاجتماعية يتمنى تدشين ولوجيات التغيير في قيمة كرامة حياة الساكنة والمدينة، يتمنى نقل الحديث من جلسات دغدغة المشاعر المفرطة نحو أفق أخلاق عناية التمكين.

إنه حال مكناس وصمت ساكني القبور، من دورة عادية إلى دورة استثنائية ونحن لا زلنا مع مكتب الدراسات نتدارس الولوجيات الإسمنتية لكل مواطن في وضعية إعاقة، نتدارس حق من حقوق المواطنة الأصلي المسلم به دستورا، من حق الجميع الولوج إلى حياة الرفاه بدل الولوج إلى المرافق العمومية و” شد الصف”، من حق الجميع العمل الكريم بدل ” التناوب على حراسة المرافق الصحية”، من حق الجميع العناية والتكفل والتضامن معهم بالدعم والرعاية بدل الولوج” إلى حافة النقل العمومي بالأداء”، من حق مجلس مكناس بناء إستراتيجية مدينة التمكين للجميع في حياة سليمة بلا حسنات رأفة ولا هذر زمني.

صمت القبور يسكن مكناس وكأنها مدينة الأشباح وتدوير” الأيام” إلى خط  نهاية (2021)،  صمت موت الابتكار ودردشة جلسات مجلس الجماعة ثم رفع الأيدي على  نقط “المصادقة والموافقة ” على الشراكات و”الريع حلال” وعلى دعم مهرجانات البلقنة.

 باتت ساكنة مكناس تحس “بالحكرة”، باتت سياسة التيئيس تتردد في الأنفس وتنتفخ سوءا، باتت محدودية رؤية تنمية المدينة على الصعيد الوطني من بين حديث الساكنة التي تعيش إجحاف حياة الطفرة الكبرى. صمت القبور يدفع بالمدينة نحو سياسة التقاعد المبكر وبناء ولوجيات لمعوقات تنمية مكناس الكبرى، صمت قبور موتى  الترافع يخيم على مكناس “لا تنمية، لا حركة اقتصادية، لا رعاية اجتماعية…”. هي مكناس التي تشيخ وتحتاج فقط إلى ولوجيات لكل ذوي احتياجاتها الخاصة !!!.

عن موقع : فاس نيوز ميديا