خطيب الجمعة بمسجد حفصة بطريق ايموزار : “خذوا الإسلام جملة أو دعوه”

انطلق الخطيب “الادريسي محمد ميارة” بمسجد حفصة بطريق ايموزار سيدي خيار، خلال خطبة الجمعة، من قوله تعالى في كتابه العزيز : “وتلك الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”، مبرزا أنه لم تتبقى إلا أيام معدودة ونستقبل عاما ميلايديا جديدا.

وقال الخطيب “إن الناس على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وحتى دياناتهم، منهم من يعزم على الصلح مع الله.. ومنهم من يعزم على ارتكاب الموبقات والجلوس في السهرات المائعات والماجنات، وكل من نوى السيئات وأقدم على الموبقات وقرب المحرمات نوى ذلك ولم يفعل منه شيئا فالله غفور رحيم، مصداقا لقول الله تعالى “يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”.

ولكن من عزم ثم نوى ثم ارتكب يضيف المتحدث، ففي هؤلاء فريقان، فالذين يرتكبون السيئات فريقان، فريق يرتكب السيئات ويتسابق على كل المحرمات والموبقات وهو يدعو الله أن يستره، هذا قريب إلى رحمة الله، والفريق الثاني هو الأخطر بكثير أي الذي يشجع ويحرص ويحرس على ارتكاب الرذيلة هؤلاء أشد عذابا يوم العرض على الله، لأنهم يشجعون المنكرات والله لا يحب الفساد، لقوله تعالى : “ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدينا والآخرة”.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْن” يعني : إصبعين، وجاء عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ ” بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعة هكذا – ويشير بأصبعيه فيمدُّ بهما “، يقول الخطيب، نحن القدوة المثلى وخير أمة على الطلاق أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أحب من أحب وكره من كره، من الأعداء الذين يريدون الفساد في الأرض، والله لا يحب الفساد.

وأضاف أن النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام قال : “خذوا الاسلام جملة أو دعوه”، إما مسلما أو كافرا، وقال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز : ” وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا”.

واستهل محمد ميارة الجزء الثاني من الخطبة، بقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ”، مبرزا أن المتأمل في هاته الآية يحس بالرقي ليس بالجسد بل بالروح التي ارتقت إلى خالقها، فتحس وتشعر حقا وصدقا أنك لست من البشر العالي، بل من أولياء الله ويشعر دائما بالسعادة، خلافا للمذنب و”مسخوط الوالدين” الذي لا يحس إلا بالضنك والضيق.. لقوله تعالى “فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ”.

وفي الختام، تضرع الخطيب إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وبأن يجعل كل مبادراته أعمال خير وبركة على البلاد والعباد، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبأن يحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة.

عن موقع : فاس نيوز ميديا