و.م.ع
يجيب رضوان المرابط رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس على ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، في إطار نافذتها “في ضيافة الوكالة”، وذلك بخصوص موضوع مشروع التحديث والعصرنة الجاري حاليا لتأهيل الجامعة التي صنفت من قبل تايمس هاير إيديكايشون أول جامعة في المغرب العام 2019.
+++ تعرف الجامعة حاليا عمليات توسعة وتحديث تهم بالخصوص برمجة إنجاز مركبات جامعية جديدة وتأهيل القديمة. أين وصل المشروع؟
سيصبح لجامعة سيدي محمد بن عبد الله قريبا مركب جديد في منطقة عين الشكاك (20 كلم شمال فاس) سيجعلها جامعة حديثة وعصرية ومواكبة للتحولات السوسيو اقتصادية.
وبالفعل فهناك وعاء عقاري من 104 هكتار جاهز، نحاول حاليا تصفيته. فيما تم رصد ميزانية من 300 مليون درهم على أن يتم الشروع في المشروع في العام 2020.
لدينا حاليا في الواقع ثلاث وعاءات عقارية ستعرف سنة 2020 انطلاقة أشغال إنجازها ويتعلق الأمر بالمركب الجامعي عين الشكاك ثم الكلية متعددة التخصصات بتاونات والتي أعطيت انطلاقة إنجازها أما المشروع الثالث فيتعلق ببناء مركب جامعي آخر جديد بمدينة تازة.
أما على مستوى تنفيذ هذه المشاريع فقد تم رصد ميزانية أولية بالنسبة للعام 2020 من مائة مليون درهم لكلية تاونات ومثلها لكلية تازة، و300 مليون درهم للمركب الجامعي بعين الشكاك. ثلثا هذا التمويل مصدره الوزارة الوصية والثلث المتبقي من جهة فاس مكناس.
جامعة سيدي محمد بن عبد الله إذن تكبر وتتوسع وستصبح مؤسسة تعليمية ضخمة وعصرية في المدى القصير والمتوسط، كما سيتزايد عدد مؤسساتها الجامعية بتسع أو ثمانية كليات أخرى تنضاف الى الكليات ال 12 التي تتوفر عليها الجامعة حاليا.
ويبلغ حاليا عدد الطلبة المسلجين بالجامعة 88 ألف طالب، ويتوقع خلال ثلاث سنوات أن نصل الى مائة ألف طالب.
وبالموازاة مع هذا الورش تم خلال العام 2019 إطلاق برنامج تأهيل المركب الجامعي القديم والعريق لظهر المهراز ليصبح مركبا عصريا لائقا للطلبة والأساتذة والاداريين حيث بدأ ورش إصلاحه من خلال تخصيص ميزانية من 15 مليون درهم الموسم الحالي.
وهذه العملية ستتواصل سنتي 2020 و2021 حيث رصد مبلغ 40 مليون درهم، ويتوقع أن يصبح بعد الانتهاء من أشغال الترميم والتهيئ مركبا عصريا من مستوى عال.
+++ سيتم خلال الدخول الجامعي المقبل الشروع في العمل بالنظام الجديد للباكالوريوس. هل جامعة سيدي محمد بن عبد الله مستعدة لذلك ما هي برامجها ومخططاتها لمواكبة هذا الإصلاح؟
هذا الإصلاح يهم سلك الإجازة وهو السلك الذي يوجد فيه العدد الأكبر من الطلبة في الجامعات العمومية ففي جامعة سيدي محمد بن عبد الله يوجد حوالي 88 ألف طالب 85 في المائة منهم يوجدون في سلك الإجازة و15 المائة المتبقية في الأسلاك الأخرى. هناك عدد من المشاكل أبرزها الرسوب ومغادرة الجامعة بدون أي دبلوم لذلك يأتي هذا الإصلاح مرتكزا على أربع أسس.
أولها اللغات فالطلبة الذين سيلجون هذه التكوينات الجديدة سيكون لديهم مواد معززة في الفرنسية والانجليزية بالإضافة الى اللغة العربية. المرتكز الثاني هو تلقين الطالب مهارات إضافية علاوة على المهارات المعرفية بالخصوص مهارات التعبير والمبادرة.
المرتكز الثالث هو العمل خلال السنة الأولى من الباشلر على تعزيز المواد والمعارف التي حملها معه الطالب من الباكالوريا. والرابع هو مواءمة المسالك المقترحة مع سوق الشغل، ما يعني الخروج من المسالك القديمة التي لا تتيح الدخول لسوق الشغل.
في ما يخص الاستعدادات فقد بدأنا التداول بشأنها في الكليات ذات الولوج المفتوح منذ فترة، بمعنى بلورة المسالك وهندسة المواد في كل سنة ومختلف التفاصيل ذات الصلة ثم بعد ذلك ستشرع اللجان المختصة في دراسة المضمون، قبل أن تتولى اللجان البيداغوجية في الجامعات الهيكلة النهائية وهو ما لم نشرع فيه بعد.
في الواقع نريد حاليا أن يكون لدينا أمران هو الا تبقى تلك المسالك مفتوحة بحيث سيكون توجيه نحو المسالك الجديدة. أما الأمر الثاني هو أن كل طالب حاصل على الباكالوريا سيكون له مقعد في الجامعة. لكن ليس مثل النموذج القديم، سيكون هناك توجيه وانتقاء في مرحلة ما لكن لن يتم إقصاء أي طالب.
+++ ما هي الأوراش الكبرى على المستوى التربوي والبحث العلمي التي تشتغلون عليها؟
الجامعة تشتغل الآن على ورش البحث العلمي وأسست 58 مختبرا جديدا طلب اعتماده، ونحن الآن في إطار التقويمات الإدارية والعملية من أجل المرور من نموذج كان متقادما للبحث الى نموذج جديد متطور علاوة على الرفع من عدد المنشورات والبراءات والاتفاقيات مع المقاولات .
كما أسسنا مؤخرا خمسة مراكز بيداغوجية هامة هي مركز التكوين المستمر والإشهاد، ومركز للتعليم عن بعد ومركز للغات ومركز التوجيه ومتحف للعلوم وجميعها بدأت تشتغل وتعطي ثمارها.
هناك عدة أشياء نقوم بها تتعلق بكل ما هو حكامة، وكيفية تدبير مالية الجامعة، حيث أصبح هناك نموذج جديد بدأنا هذه السنة نشتغل عليه وسيتعزز في السنة المقبلة 2020.
من الأوراش الأخرى انفتاح الجامعة على محيطها الجهوي وعالم المقاولة وسوق الشغل وهو توجه استراتيجي لربط التكوينات بسوق الشغل.
وقعنا 69 اتفاقية شراكة 24 منها وطنية خصوصا جهويا اعتبارا منا أنه لا بد من العمل مع شركاء وإعطاء أهمية كبيرة للعمل مع مؤسسات متواجدة بالجهة. مثلا لدينا اتفاقيات هامة مع غرفتي الصناعة التقليدية والصناعة والتجارة وجهجة فاس مكناس.
لدينا مشاريع مهمة للبحث العلمي والتكوين والتأهيل في كل ما يهم البحث العلمي في الصناعة التقليدية، ومؤخرا وقعنا أربع اتفاقيات على هامش منتدى فاس مكناس للاستثمار مع مقاولات تهم تنفيذ مشاريع للبحث العلمي. ما نسعى لتحقيقه هو أن يكون البحث العملي في خدمة النسيج الصناعي الجهوي.
وما يهمنا أيضا هو تطوير الجامعة وجعلها منارة علمية وطنية تخرج كفاءات من مستوى عال. والتصنيف الاخير لتايمس هاير إيديكايشون الذي بوأ الجامعة المرتبة الأولى وطنيا في العام 2019 والرتبة 11 إفريقيا و14 عربيا جعلنا فخورين أساتذة وموظفين وطلبة وهو عربون مجهودات يبذلها الجميع.
ذلك يدفعنا للعمل أكثر ومضاعفة الجهود للمضي قدما في تطوير والنهوض بالبحث العلمي والتكوينات والعمل مع الفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا