محسن الأكرمين.
لم تخل سنة (2019) منذ بدايتها من حالة تأزيم وضعية الرياضة بمدينة مكناس بامتياز، وضعية الاستفحال وتدوير الأزمة بالقفز عنها لم تنته بكل تلك الحلول الترقيعية ولا بتلك الانقلابات الكيدية، ولا حتى بتلك الحلول المبنجة التي تنوم الألم برهة لتزيده اشتعالا. التفكير في الأزمة وشخصنتها يفضي بنا إلى التجادل المقيت وفجوة شيطان العالم السفلي، يطوح بنا في شرك “بوليميك ” لن يجدي نفعا لحلول الأفق الإيجابي.
سنة أخرجت اللاعبين إلى وقفات أمام عمالة مكناس، سنة أدخلتهم إلى (القصر البلدي بمكناس). سنة بعد سنة ونحن بمكناس نعيش نفس الخطابات ونفس الكلمات (أنقذوا الكوديم). سنة بعد أخرى تتفاعل كل الأحداث بالكثرة لتصل إلى لقطة نهاية “حط” اللاعبين قميص الفريق مكرهين وتوديع الجماهير بلحن الخلود ” سامحونا ما قدناش نتمم في ظل غياب كرامة اللاعب “.
سنة (2019) أبانت أن مكونات مدبيري الشأن الرياضي بمكناس لن يتفقوا البتة في آليات التغيير والتجديد. سنة الجموعات بامتياز ولغة “أحادية النشاط” أو ما نصطلح عليه ” الحكم الذاتي” والخروج من تحت جلباب المكتب المديري بالتردد. سنة غير ما مرة أخرجت الجماهير بمكناس مطالبة بتدخل السلطات المحلية والغيورين عن النادي. سنة جمع المجلس الجماعي يده عن دعم النادي المكناسي وحين تم تحويل مبلغ (50 مليون) إلى حساب النادي بطلب من السلطة المحلية “تم توزيعها بطريقة برق ما تقشع” حينها انفجرت أزمة موالية دخل فيها المجلس الجماعي كطرف، ورفض تكميل المتفق عليه (الشطر الثاني) من المنحة خوفا من أن تلقى نفس المصير.
لم تنته حرب القيل والقال، لم تنته الدعاوي القضائية، ولا التشكيك حتى في النوايا ، وبات العمل على تعويم الأزمة وتدويلها محليا حتى لا نتحدث عن المسؤول بل عن المسؤولين !!! ، سنة الكيد و خلق الاتهامات التبادلية بأسهم مسمومة. ومن مميزات (2019) بالتفرد أن الأزمة لن تنتهي بل زادت حدة عبر المواقع الاجتماعية استفحالا، واستعملت جميع أسلحة (الدمار الشامل) من سب وشتم وضرب وتخوين. لم تنته الأزمة إلا بأحلاف تغير مواقفها حسب (الجهة الرابحة) ومن اليمين إلى أقصى اليسار. لم تنته الأزمة إلا بتلك النتائج التي جعلت من قمصان فريق إخوة يوسف بمكناس و دم الذئب الماكر كذبا تنزع أمام الجماهير بقول (كفى/ بركا/ عيينا).
سنة (2019) عاش ويعيش فيها اللاعبون بدون ماء ولا كهرباء بمركز الخطاطيف و”لاراديم” غير معنية و لم تتدخل للدعم وإيجاد صيغة لإعادة الماء والكهرباء للمركز، فأين هي المقاولة المواطنة التي تنشط الفعل الرياضي؟. سنة اقتربت بالانتهاء و الرياضة تعيش نفس المشاكل وبزيادة.
لن نشخصن الكتابة بذكر عمرو ولا زيد، فكلنا نعرف الأسباب والمسببات و الأسماء. كلنا نعرف أن الأزمة هي أزمة عقليات، أزمة تدبير وتسيير، أزمة غياب الحكامة و الدمقرطة الفعل الرياضي. كلنا يعرف “زمام تريكة الكوديم” سقط في تنازع الورثة من جهة التعصيب و”أحادية النشاط”. كلنا يعرف بمكناس أن تدبير أزمة النادي لن تقف عند حدود التوافقات والتصالحات والائتلافات فقط بل في “قلب الطرحة” والتوجه نحو التدبير الرياضي التخصصي ، وكذا في الوقوف عند حلول للأزمة وتحليلها بالمتحكم فيها وإجراء عمليات تجفيف مستنقعات هجوم ناموس( الطواحين الهوائية الكبرى) .
كلنا نتساءل ما هو الحل، أو ما هي الحلول للخروج من عنق أزمة الرياضة بمكناس؟، هو سؤال وجيه وغيره ، ولن نستطيع استيفاء جميع محاور الإجابة عنه(م) دون تفكير جماعي يلمنا للتعبير بالصوت المسموع بلا خوف ولا تخندق. حقيقة من بين الحلول للرياضة بمكناس جعلها الرافعة الأساسية لبداية بناء التنمية المحلية، من بين الحلول تفكيك شبكة العنكبوت بتطبيق الشفافية والحكامة و لغة القانون، من بين الحلول الاستعجالية تشكيل لجنة محايدة تحت إشراف السلطات المحلية لانجاز دراسة حول تجويد الخدمات الرياضية وبناء خطة إستراتيجية بديلة عن التدبير المبلقن للرياضة بالاحتكام إلى (قانون التربية البدنية 09/30).
من بين الحلول فتح حساب مستعجل لأجل ضخ أموال الدعم /التضامني والتصحيح لمسار التدبير المالي الرياضي للكوديم، حساب ممكن أن يكون تحت تصرف مكتب محاسبة ولجنة محايدة و مصغرة لتدبيره. من بين الحلول الكف عن تسييس الرياضة بمكناس والإبقاء على اللعبة الرياضية دون هيمنة أي حزب سياسي واستغلالها بالمكر التنظيمي.
من بين الحلول إكرام الجماهير واللاعبين والمؤطرين التقنيين وعمال فريق النادي المكناسي بالإهتمام وأداء حقوقهم المالية. هي حلول حتى وإن اعتبرناها أنصاف حلول، لكنها تمكن الرياضة بمكناس من الضبط و الفرملة من المنعرج القاتل في انتظار حكامة التدبير الرياضي ودمقرطة نسيجه الامتدادي.
عن موقع : فاس نيوز ميديا