يعقد مجلس جماعة مكناس دورة عادية يوم الخميس 06 فبراير2020 بقاعة المؤتمرات بحمرية، دورة فبراير سميت “جلسة فريدة”. حينها تكهنت أن الدورة ليست كمثيلاتها بالسبق والتي كانت لزوما تبتدئ بالدراسة وتنتهي بالموافقة على مجموعة من الشراكات المتنوعة. تكهنت أن الدورة ستكسر عادة ما مضى وتصطف نحو مطالب تحقيق تنمية مدينة وساكنة. لكني حين اطلعت على نقاط الدورة بالاستفاضة والطول (29نقطة) عموديا وأفقيا، لم يثر انتباهي تغيير في خطة تدبير، وكذا في حصيلة النتائج الممكنة لجلسة فبراير 2020، بل بقيت استنساخا أمينا لهندسة الدورات السابقة. بقيت كلمة الرئيس (التقرير الإخباري للرئيس) ضمن علو جدول الأعمال ومنه المنطلق، وللإشارة فقد كانت إحاطة الرئيس في آخر دورة للمجلس قد استهلك من الوقت(86د)، وكان حينها قد حطم الرقم القياسي في إحاطة مفصلة ومدققة بدون توقف. لكن نراهن في هذه دورة على قلة الكلام وتوجيه الخطاب بالإضمار والإظهار المختصر، وتسجيل الأهداف المريحة في شباك الحاضرين بالتنوع، مع إمكانية توزيع الإخبارات ورقيا على أعضاء المجلس الحاضرين.
التقرير الإخباري للرئيس من الضرورة أن يحمل نبأ التكفل بالطلبة المغاربة القادمين من (ووهان الصينية)، يمكن أن يلقي بالورد على دقة “لوجستيك” حسن الاستقبال وتشريف مكناس بهذا المكتسب الوطني. يمكن أن يدفع بلغة الطمأنة نحو الساكنة مادام (فيروس كورونا هو فيروس شينوي) وأن كل الطلبة القادمين بحمد الله سالمين منه، وأن الوضع آمن وتحت المراقبة الوبائية. إحاطة يمكن أن تتمطط في تعداد المنجزات والاتفاقيات والزيارات والأنشطة الرسمية، إحاطة يمكن ألا تتغاضى المرور عن وضعية الرياضة بمكناس، لأن نادي “الكوديم” أصبح مثل حجر التيمم الأملس في كل دورات المجلس يتم الحديث عنه بإسهاب القول، ويرفع التيمم حين يحضر ماء الخلافات العويصة بالنادي.
ومن حسنات الدورة النقطة (6) والتي سيعرض فيها التقرير السنوي فيما يهم الاشتغال على برنامج عمل جماعة مكناس (2016/2021) لتقييم التنفيذ. هي مبادرة نستحسنها لصناعة الضبط و أفق تحيين الرؤية، لكن نأمل أن يكون (التقييم) بمستوى التحقيق الكاشف لتثمين المنجزات، والمساءلة الرزينة عما لم يتم تحقيقه، وعن الأسباب الراجعة في عدم التحقق. لكنا من خلال تتبعنا لعمل جماعة مكناس فإننا نقدر أن نسبة التحقق لم تستوف النصف وممكن أن تزيد عنه بقليل من خطط البرنامج الكلية لعمل الجماعة (على ذكر فبرنامج عمل الجماعة غني بالفعل التنموي التفاعلي). وأن جدولة مشاريع أخرى مستجدة وتوطينها ضمن برنامج عمل الجماعة يمكن أن تسد بياضات عدم التطبيق، و غياب احترام الآجال والأهداف المحددة ضمن المجالات الثمانية للبرنامج، وأن مسلسل الارتقاء بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمكناس لازالتا لم يحققا الاندماج الكلي مع قضايا ساكنة ومدينة، وأن جاذبية المدينة كوجهة سياحية لازالت تعيش مشاكل التسويق والبنيات التحتية التخصصية، وأن البنيات التحتية الأساسية لم تتقو بالشكل المخطط لها ضمن برنامج عمل الجماعة (الطرق الدائرية)، وأن مشاريع الاقتصاد التضامني الاجتماعي لم تستوف تقليص الفوارق الاجتماعية داخل المجتمع بمكناس.
هي نقاط مستجدة يجب الاشتغال عليها من حيث تحسين جاذبية المجال الترابي للمدينة، وتحقيق قفزة نوعية في الاستفادة من أثر التنمية (النموذج التنموي الجديد)، هي قضايا تهم الشق الرياضي وأزمته المميتة وإمكانية توصيف حلول داعمة وبحكامة الاستعجال ، هو الترفيه و تنشيط المسارات الثقافية بالمدينة من خلال التفكير الجماعي في صناعة مهرجان (عالمي) يتوفر على شروط وظيفية لتسويق مدينة وتنمية، ولما لا تحقيق الإنعاش الثقافي. هي عمليات تأهيل مكناس كمنطقة سياحية وتثمين تراثها وابتكار حلول التفرد في إبداع مساراتها سياحية موضوعاتية جديدة، هو المحيط البيئي بمكناس و ضرورة إنشاء وتأهيل الفضاءات الخضراء بالعناية والتجديد. هي العديد من الانشغالات الاجتماعية بالمدينة والتي تروم إلى تحسين عيش الساكنة و دعم مدينة حديثة.
فيما النقطة التي يمكن اعتبارها ثمرة اشتغال المجتمع المدني، فهي نقطة عريضة المجتمع المدني حول تحرير الملك العام من الاحتلال غير القانوني، نقطة كنا نأمل أن يكون لها السبق التقديمي عن نقط الشراكات، نقطة نأمل أن يكون الإجماع حولها بين مكونات المجلس والدفع بها إلى الأمام وعلى مستويات التوجيه والمسؤولية، واعتبار العريضة ناقوس تم الدق عليه من قبل المجتمع المدني بتفعيل الديمقراطية التشاركية وحكامة المسؤوليات.
أما نقطة (21) والتي سيتم فيها عرض حول أرشيف جماعة مكناس، فهي نقطة يغلب بيان التوضيح والتثبيت، نقطة غير ما مرة أثيرت بدورات المجلس وما العرض سوى لتطييب الخواطر وسد باب حديث الأرشيف بدون بدائل ممكنة ولو بتخصيص مركز حديث للعناية بأرشيف مدينة، عرض سيزيد من حرارة نقاشات الدورة وممكن أن يمتد الحديث فيه إلى ما بعدها.
هي دورة “فبراير” الكبيسة و الجلسة الفريدة لأنها ستناقش من النقط المشكلة والمشكلة، هو الماراطون الذي يمكن أن ينتهي ليلا وحين نقوم بحصر مخرجات الحصيلة فإن قضايا المدينة اللازمة الذكر بالأساس يمكن أن تغيب.
عن موقع : فاس نيوز ميديا