تطرق الخطيب الإمام بمسجد خديجة أم المومنين بعين الشقف ، في خطبة الجمعة الموافق لـ رابع عشر فبراير ألفين وعشرين لموضوع المنهاج الديني القاضي بحب الله عز وجل ، و حب الرسول صلى الله عليه و سلم، و حب آل بيته الكرام البررة المنعمين.
بدأ الإمام الخطيب حديثه بتسمية الله والثناء عليه وشكره، ثم بالإستعاذة من الشيطان الرجيم، وبالصلاة والسلام على الرسول الكريم وعلى آله و على صحبه وعلى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
نبه الإمام الخطيب إلى وجوب حفظ الله ، المتمثل في حفظ وجود الله الدائم ومراقبته في أنفسنا، باتباع أوامره واجتناب نواهيه. وعرج الخطيب على وجوب اتباع المنهج الرباني لتحقيق حفظ الله في الأنفس.
وأول خطوة يجب سلوكها هي تقويم النفس وتربية الأبناء على معرفة الله ، من خلال إدراك نعمه تعالى على عباده وحمدها . قال تعالى في سورة النحل : “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ” (18).
ونعم الله كثيرة لا يحصيها العد، ولا تتمثل فقط في النعم المادية، بل تتعداها إلى كل شئ في بدن الإنسان وفي حياته العامة.
ومن حسن شكر نعمه اتباع أوامره تعالى وتجنب نواهيه، و لن يتحقق ذلك إلا من خلال التربية على مكارم الأخلاق وعلى اتباع التنزيل الرباني والهدي المحمدي.
ومن أسس التربية الدينية السليمة، تعويد الناشئة على سماع كلمة الإخلاص لله و العمل بها، الإخلاص في العمل لوجهه تعالى، و التذكير بنعمه تعالى لغرس حبه جل وعلا في النفوس. فمن أحب الله أطاعه.
ومن حب الله عز وجل حب الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو حبيب الله، ومبلغ رسالته، و هو المرسل رحمة للعالمين.
ولا يجب أبدا أن يكون حب الله وحب رسوله، وإظهار ذلك مرتبطا بمناسبات معينة، بل يجب أن يكون ذلك منهاجا لحياة المسلم ويطبعها بوسم الحب الإلهي.
وأكمل الإمام الجزء الثاني من خطبته في نفس موضوع حب الذات الإلهية و حب الرسول الكريم وحب آل البيت، من خلال الإمتثال للأوامر الإلهية و الإمتناع عن النواهي ، معرجا على الآداب النبوية التي غرسها الرسول الكريم في نفوس المومينين. الآداب مع الله، الآداب مع الرسول الكريم ومع آله و مع سائر المومنين.
وقد كان منهاج صحابته عليه السلام التأدب في حضرة الرسول الكريم والتأدب بينهم، حتى أنهم كانوا لا يقدرون على التحدث بينهم في حضرة النبي الكريم بصوت مرتفع، بل يكتفون بالهمس، احتراما لجنابه الكريم. وهو أدب جم من طرفهم وحياء بالغ.
ومن حسنات اعتياد الآداب و الحشمة الفلاح في الحياة الدنيا و الثواب في الحياة الآخرة.
وختم الخطيب بذكر الله و حمده والثناء عليه، و بالصلاة على النبي الكريم و على آله وصحبه، ثم بالدعاء لأمير المومنين الملك محمدا السادس أن يوفقه تعالى للخير وأن يأتي به على يديه، و أن ييسر له من يعينه على فعله، و لولي عهده و لأسرته الكريمة، و لكل المومنين و المومنات.
عن موقع : فاس نيوز ميديا