محسن الأكرمين.
ماذا لو…؟هو سؤال البحث عن تدوين أحداث التاريخ غير الحقيقي وبالافتراض المغاير. هو اللعب على وجه من وجوه المخالفة في دراسة حرب حقيقية كانت نهايتها بالهزيمة، لكننا نفترض اليوم نهايتها بفوز كاسح. ماذا لو… تم قبول مدينة مكناس كمحمول إضافي على يافطة تسمية مطار فاس؟.ماذا لو… تم قبول المنطقة الحرة بمدينة مكناس؟ هي تلك الأسئلة التي من خلالها يمكن أن نكتشف بعض أحداث التاريخ غير الحاصل في الحقيقة، ومدى إمكانية خدمته للمدينة بامتياز الأثر. نعم، هي تلك الأسئلة التي يمكن أن تعري عن أسباب الرفض والمنطلقات، و حتى تلك الردود المتتالية والصادمة لتوجهات المدينة والساكنة أولا.
لنفترض بلغة التصورات لو جاء الرد بالقبول والإيجاب من تسمية المطار “فاس مكناس” ومنطقة حرة بمكناس، لكان الحدث مشعلا منيرا تحمله الأغلبية بمجلس جماعة مكناس، ومنه بداية الوصلة الإشهارية لانتخابات (2021). لخرج علينا أكثر من صوت بالمدينة وبمنتهى البحة الكلامية واعتبر أن تلك المطالب هي من بنات اقتراحاته و أفكاره النيرة، وأن له الفضل والسيادة في تقطيع شريط التدشين بالحضور الوازن. لخرج إلينا المجتمع المدني بمكناس وتحدثوا عن الديمقراطية التشاركية وأن أبواب سماع مكتب الجماعة مفتوحة، وتصغي إلى أنين الشارع بمكناس ومطالبه “التسموية”. لخرج إلينا فقهاء التحليل ودكاترة الميكروفونات والصورة وفصلوا القول في الأثر المادي للتسمية و عوائد المنطقة الحرة. لكانت مقالات مفصلة وبالمقاسات التسويقية تبشر بالخير والبشائر من ختم التسمية والمنطقة الحرة. لسمعنا أن اسم مكناس بات اسما تتداوله ألسن المضيفات بمطارات العالم وبالسين المرققة المجرورة، لخرج الصوت السياسي الكبير بالتنوع وركب على سرج التسمية والمنطقة الحرة، ونال من حسنات السفسطة المملة، وأنه بسط لسانه ويده ووقته و ترافع وبقوة عند وزير الداخلية ووزير السياحة وختم ترافعه عن المدينة عند رئيس الحكومة.
هو تاريخ الحظوة الافتراضي بانطلاقة وجاهة مدينة، هو التاريخ غير الحاصل من مجموع إخفاقات تدبير محطات كبرى، هو تاريخ الإخفاق الذي يمكن أن نتعلم منه العبر الموزونة ونتحرك وفق مؤشرات مضبوطة وتامة ووعود مسبقة لتحقيق طموح الحلم حتى في تسمية “لا تغني عنا فقر تنمية تفاعلية”. هو تاريخ الإخفاق الذي يمكن أن نتعلم منه كيف نبني نتائجنا وفق نقاط قوة مدينة فقط، وصناعة تنافسية حقيقية، وإحكام سدادة حكامة التسيير والتدبير بالرزانة. هو تاريخ الإخفاق المتتالي بمكناس من مجموعة من الملفات التراكمية التي كان بإمكانها أن تكون محفزة للتنمية، وبإمكانها إعادة الاعتبار للمدينة وبزيادة.
ماذا لو…؟ هي للعبرة فقط حتى لا نتسرع قدما في اتخاذ قرارات ومواقف إرضائية لمطالب وملتمسات تعود بالسوء الموضعي على المدينة وعلى مدبري شأنها العام. ماذا لو…؟ هي عبرة سبق للنحويين القدامى أن قالوا فيها ” وبعد لولا غالبا حذف الخبر…” هي حكاية مكناس التي لا خبر فيها مفرح بتمام الإقلاع التنموي”مطار فاس مكناس/ المنطقة الحرة”، هو الخبر المحذوف باسم توابع مكناس من أجندة الحكومة والجهة في دعم طموح المدينة العادل في تنمية متوازية، وبلا مزايدات بئيسة تلحق فقط التسميات. ماذا لو…؟ هو خبر الرفض الذي كانت تبريراته بعلم الفيزياء النووي، هو الرفض الذي لا يمكن أن نربطه بمن وقع على الملتمس المرفوع لرئاسة الحكومة، وإنما يستوجب ربطه بالحكامة، ونقول:” بأننا بمكناس نندفع أماما وبدون حصانة وعودة مسبقة ومنفذة ، وحين نفشل في مقاصدنا ذات النيات الحسنة، نجد تلك الأيدي التي كانت تدعم المنطلقات كلها تشير إلى من وقع على الملتمس، وأن عليه أن يتحمل مسؤولياته بالتمام”. ماذا لو… اشتغلنا بمكناس على قدراتنا المحلية وحققنا الإقلاع التنموي؟.
عن موقع : فاس نيوز ميديا