من مدينة ووهان، بؤرة الوباء، كشفت عجوز صينية ناهزت السابعة والستين من العمر الكثير من التفاصيل المثيرة في رحلة علاجها وتعافيها من كورونا.
وذكرت هذه السيدة المحظوظة وتدعى تشو إنشون، أنها تعرضت لوعكة صحية في ديسمبر الماضي، وظنت أنها أصيبت بنزلة برد، مشيرة إلى أنها لم تلتفت للأمر في البداية، وقالت: “نحن نعمل كثيرا، لذلك لا ننتبه إلى الأمراض الخفيفة. ولكن بعد ذلك ازداد الأمر سوءا”.
بعد أن تدهورت صحة هذه العجوز التي تعمل في محل تجاري، لجأت إلى الأطباء، وبعد إجراء الفحوصات تبين أنها مصابة بعدوى كورونا وأدخلت إلى المستشفى.
وروت العجوز الصينية أن درجة حرارتها بدأت ترتفع بوتيرة سريعة، وكان من المستحيل خفضها، وأنها كانت تحس بضعف شديد، فيما كان الأطباء يقولون لها إنها بحاجة إلى أن تتغذى جيدا، لكنها لفتت إلى أن حالتها الصحية ما كانت تسمح لها حتى بفتح عينيها لمشاهدة ما يوضع أمامها من طعام.
وقالت السيدة التي نجت من كورونا بأعجوبة لكبر سنها: “أظهرت التحليلات أنني مصابة بالتهاب رئوي، ولكن بعد ذلك وصلت المضاعفات إلى الكبد والكلى. أدركت في مرحلة ما أنه لا يمكنني النهوض، ولدي صعوبة في إدراك ما يجري حولي. كان من الصعب جدا التنفس، بدا لي أنني كنت أختنق. لعل بنيتي قوية للغاية، لأن الناس يموتون في مثل هذه الحالات”.
وبشأن لأدوية التي كانت تعطى لها في المستشفي، قالت العجوز: “أنا لست طبيبة، ولا أعرف أسماء الأدوية التي أعطيت لي. ولكن كان هناك الكثير. شيء مضاد للفيروسات، تقوية عامة، بعض الحقن من المضاعفات … الحبوب، الحقن. قاموا كل يوم بقياس درجة الحرارة وأخذوا العينات، وقاموا بتطهير الجناح والممتلكات الشخصية عدة مرات في اليوم”.
وروت السيدة الناجية من براثن كورونا أنها تلقت علاجها “في مستشفى هوشنغ شان الجديد، المصمم خصيصا لمرضى فيروس كورونا. تم تشييد المبنى الأول في 16 ساعة فقط، والمستشفى نفسه خلال 7 أيام فقط. جميع الغرف مزدوجة، مجهزة بجميع المعدات اللازمة، وبزر استدعاء للطوارئ. كان من المستحيل الخروج إلى الممر. لأن الباب يفتح من الخارج فقط”.
وبعد تعافيها وخروجها من المستشفى، وضعت العجوز الصينية في الحجز الصحي داخل منزلها، حيث تروي أنها تتابع “الأحداث في البلاد والعالم عبر الإنترنت. بعض خدمات التوصيل تواصل العمل، حيث ينقل لك حامل الحقيبة الطعام إلى منزلك، ويترك مشترياتك عند عتبة الباب، ويبتعد بضعة أمتار، وتخرج لالتقاطها”.
ولفتت إلى أنه يمنع عليها أن تلمس الآخرين، ولا أن تقترب منهم أقل من مترين، وذلك لأن الاطباء يعتقدون “أن هذه المسافة على وجه التحديد هي التي يمكن أن تمنع الإصابة بعدوى الفيروس التاجي. وبالطبع، يجب على جميع السكان ارتداء الأقنعة. هذه هي القاعدة التي يقوم أي حارس أمن في المتجر بتسليمك للشرطة في حالة مخالفتك، وسيقول الجميع إنه على صواب. أجهزة المدينة تقوم بتطهير الشوارع عدة مرات في اليوم، ويتم رش المطهرات على المقاعد ومحطات الحافلات ومقابض الأبواب”.
وكشفت الناجية من كورونا أنها لا زالت وهي في منزلهات تحت إشراف الأطباء، لأن هؤلاء يعتقدون أن الأشخاص الذين تعافوا من وباء كورونا، لديهم أجسام مضادة في دمهم يمكن أن تساعد المرضى الآخرين، مضيفة قولها “لم يطلبوا مني حتى الآن التبرع بالدم ربما لأنني كبيرة في السن”.
عن موقع : فاس نيوز ميديا