هل يمكن اعتبار مكناس مدينة منكوبة بعد قرار إلغاء الملتقى الفلاحي (15)؟

محسن الأكرمين.

واه !!! ما أسوء القرارات التي تسقط بالاستعجال على مدينة مكناس !، ما أسوء ذلك الخبر الذي أعلن فيه حالة منفردة ووحيدة من فيروس “كورونا”، وكان ملازما بالتتابع مع إعلان وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وجمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، عن إلغاء تنظيم الدورة (15) للمعرض للدولي للفلاحة بالمغرب الذي كان مرتقبا تنظيمه من      ( 14 إلى 19 أبريل المقبل). ما أسوء نازلة الإلغاء حين أوضحت الوزارة والجمعية في بلاغ مشترك، أن “هذا القرار يأتي في إطار تدابير السلامة المتعلقة بوباء (كوفيد-19) التي توصي بالحد التظاهرات الكبرى والتجمعات الحاشدة “. تدبير المخاطر الوبائية من حق الدولة أن تتخذ فيه قرارات احترازية سبقية، لكن نظام اليقظة الوبائية يجب أن يتوفر على تخطيط وتنزيل معقلن، ويمكن أن يرفق بلمسات اجتماعية وتحريك اقتصادي وتنموي تجاه من تضرر من مسألة الإلغاء مثل(الملتقى الفلاحي الدولي بمكناس).

 

قد لا نختلف في قرار الإلغاء الاستباقي، قد لا نتزايد في الكلام ودواعي الإلغاء كيقظة ضد الوباء المحتمل الانتشار، ولكنا قد نختلف في أثر الإلغاء والتي حلت كالصاعقة على اقتصاد المدينة والرواج التجاري والسياحي بمكناس، قد نتحدث عن كساد السوق السياحي والتجاري وقد تم الحسم بتجميده بجرة قلم (بلاغ مشترك)، قد نتحدث عن سوق الشغل (المؤقت) الذي كان الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس يحركه بعجلة رديفة، قد نتحدث عن حرف ترافق أيام الملتقى الفلاحي وتلقى رواجا حتى وان اعتبرناها غير مهيكلة.

 

اليوم ممكن أن نعلن مكناس مدينة منكوبة جراء إلغاء الملتقى الفلاحي الدولي (15). اليوم نطالب الدولة بالتدخل لأجل دعم مدينة مكناس من المال العام، وسد متاريس أزمة مدينة ما بعد إلغاء الملتقى الفلاحي السنوي. اليوم لا بد على الحكومة من وضع برنامج عملي تدخلي استعجالي لسد وتعويض حاجيات مكناس من الموارد المالية والرواج التجاري ومناصب الشغل المرافقة لأيام الملتقى الفلاحي من “صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية”.

 

مكناس حقا مدينة منكوبة من جراء قرار الإلغاء،  وتحتاج دعما من “صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية” قياسا. مكناس تحتاج إلى تحرك حكومي للاستفادة من الدعم ومعالجة كل اختلالات قرار إلغاء الملتقى الفلاحي. مكناس تحتاج إلى قرار إداري باعتبار إلغاء الملتقى الفلاحي كارثة اقتصادية واجتماعية (قياسا) وتقييد سبل الدعم الممكنة. مكناس اليوم بعد إلغاء الملتقى الفلاحي، تحتاج إلى تعويض يتم تحديده من قيمة الرواج الذي كان يحدث أيام الملتقى. مكناس تحتاج إلى ترافع جدي من قبل ممثليها والسلطات المحلية لأجل إنعاش المدينة ولو مرحليا بعد إلغاء  الملتقى الفلاحي. مكناس يجب أن تبقى فيها أشغال التزيين وغرس الورود في المدارات و المساحات الخضراء مثل ما كان يحدث لو بقي المتقى الفلاحي مقررا.

 

عن موقع : فاس نيوز ميديا