محسن الأكرمين.
من ملاحظات التنبيه للمسؤولين عن مدينة مكناس سوء الإنارة وهندسة توزيعها، وهو الأمر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة حول الإنارة العمومية ومواكبة التجديد و الهيكلة للبنيات التحتية بمكناس. فالظلام بات يخيم على ظل المدينة العتيقة كنموذج عند حلول مساء، وباتت معالم المدينة العتيقة الكبرى والأبنية التاريخية والصوامع والمساجد لا تلحظها البتة حين حلول الليل.
فإذا كنا ننادي غير ما مرة بتسويق مكناس سياحيا وثقافيا، فإننا في نفس الوقت لم نقدر على توفير إضاءة نيرة بملمح الجودة والجمالية التي ممكن أن ترسم لوحة طيعة العشق للمدينة القديمة ليلا. لما نوثر الحديث عن مركز المدينة القديمة أولا وبدون تعميم غارق في حصر مواقع الإنارة الرديئة بشمولية المدينة؟ لأن الأمر بسيط من حيث القيمة التاريخية للمدينة العتيقة والاهتمام الملكي بالتراث اللامادي لمدينة مكناس، ومن حيث كذلك موقعها الجغرافي المرتفع والذي يمكن المشاهد والسائح والزائر للمدينة القديمة إن تمكنا من توفير إنارة جيدة وبمصابيح عالية الجودة أن تشكل مدخلا أساسيا لإعادة الاعتبار إلى الموروث العمراني والثقافي، وتتم المساهمة أساسا في سياسة تثمين المدينة العتيقة ربحا، وتسويق مدينة السلاطين.
وغير بعيد عن شوارع المدينة التي تمت هيكلتها حديثا، فإن غالبية شوارع المدينة باتت تعيش ضمن إنارة ليلية باهتة. إنارة تعاني من عدة أعطاب واختلال في هندسية تنصيبها وعلوها. إنارة من الجيل القديم المتهالك، والتي لم يتم تجديد غالبيتها بمختلف أحياء المدينة منذ الزمن البعيد.
الآن، تم إلغاء الملتقى الفلاحي الدولي بمكناس في دورته (15) بتمام سرعة الطريق السيار !!! ونتساءل، هل كان بلاغ الإلغاء جاهزا وموقعا في انتظار ما يحدث من طارئ!؟ ملتقى فلاحي دولي كان رغم الملاحظات التنظيمية والشكلية يساهم في تجديد المصابيح العاطلة بالمدينة، في تجديد أعمدة الإنارة والتي ممكن أن تكون طرقها ممرا للوفود الزائرة. ملتقى فلاحي دولي تصلح فيه جميع أعطاب الأعمدة الكهربائية ويعاد طلائها. ملتقى فلاحي دولي يستمتع فيه السكان والزائرون بالأزهار والرياحين المتنوعة الشكل والألوان في المدارات والطرق الرسمية للوفود، يستمتع فيه السكان والزائرون بنقاوة مدينة و تعرية مفاتنها الجمالية للمشاهدة اللحظية.
لن نحيد بعدا عن تدبير أمثل للإنارة العمومية بعموم مدينة مكناس، ولكننا نطالب بتجديد شبكة الإنارة العمومية بمعايير جديدة، وبذات جودة عالية، وبقياس تكلفة استهلاك منخفضة. نطالب بالفعالية الطاقية والتفكير في استنبات مشاتل الطاقة النظيفة، وفي بدايات التخطيط للمدينة الذكية. نطالب مجلسنا الجماعي بإطلالة متأنية للمدينة ليلا ورداءة الإنارة وسوء التوزيع. نطالب إلى استعمال أجهزة تحسن استهلاك الطاقة بالكفاية الجيدة، وتساهم كذلك في الحد من التلوث الضوئي وخفض معدل الأعطاب المتوالية والدائمة. نطالب بأسلوب التمييز الايجابي و تأمين إنارة جيدة للمدينة العتيقة وفق خطة مواكبة لتسويق المدينة ومواقعها الأثرية.
عن موقع : فاس نيوز ميديا