خديجة الحوات بفاس.. تطارد حلمها وتجعل السباحة رياضة للفقراء أيضا

يرى فيها بعض المقربين منها أيقونة صبر وعناد، ويحتذي بها الأشخاص الذين حظوا بالتواصل معها تجسيدا لقيم الجدية والعمل والمثابرة، بينما تواصل هي الطريق بشغف وتطوع خدمة لهدف نبيل: إشاعة ممارسة السباحة لدى أبناء الشرائح الفقيرة في فاس.

خديجة الحوات، لا تحمل كنيتها عبثا. سب احة حقيقية ماهرة، ولدت في أسرة تعشق هذه الرياضة المائية. ترعرعت في وسط عائلي بسيط، لكن الحظ ساعفها في اقتحام عالم السباحة في زمن كانت فيه بابا مقفلا على الفتيات. بإرادة وعزيمة، حققت خديجة بعضا من أحلامها.

هذه الأم لثلاث فتيات، التي تعمل إطارا بمجلس عمالة فاس، تشغل منصب رئيسة نادي السلام الرياضي الفاسي للسباحة، وكانت سابقا عضوا بالجامعة الملكية المغربية لهذه الرياضة.

كبر حلم خديجة لينتقل من تحقيق النجاح الشخصي في الممارسة إلى جعل الرياضة المائية حقا للجميع. سنة 2008، أسست جمعية نادي السلام الرياضي الفاسي للسباحة، لتحقيق حلم تكوين مئات الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة في هذه الرياضة النبيلة. وجد هذا الحلم قاعدته المؤسساتية مع توقيع الجمعية على اتفاقية شراكة مع مجلس عمالة فاس سنة 2009. نصت الاتفاقية على تأطير وتكوين 500 طفل، غير أن الجمعية مضت أبعد كثيرا، وراكمت حصيلة ملفتة بتكوين أكثر من ألف طفل وطفلة على رياضة السباحة. بالنسبة لخديجة الحوات، هذا الإنجاز ليس سوى بداية طريق طويل.

راكمت خديجة الحوات تجربة مهمة على مستوى التسيير بالجامعة الملكية المغربية للسباحة ناهزت عقدا من الزمن (من 2009 إلى 2017). وتمكنت من اقتحام دوائر تسييرية هامة حين أضحت أول سيدة تترأس لجنة الحكام.

تثني الحوات، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على دور المرأة المتزايد في مجال التسيير الرياضي، ووقوف الأمهات إلى جانب أبنائهن وبناتهن في مشوراهم الرياضي، وخصوصا في السباحة.

شغفها بالسباحة يصاحبه إيمان بدورها الذي يتجاوز البعد الجسماني. تراها ممارسة رياضية تسهم في تكوين شخصية الفرد وتنمية الحس الفكري والإبداعي والفني لديه، مقدمة مثالا بأطفال نادي السلام الذين باتوا يتألقون في مسارهم العلمي موازاة مع مثابرتهم في نشاطهم الرياضي.

واعتبرت أن نادي السلام للسباحة بمثابة مشتل متواصل لتزويد المنتخب الوطني بالأبطال لتمثيل المغرب في مختلف التظاهرات القارية والدولية، حيث توج فريق كرة الماء بنادي السلام لأقل من 16 سنة بلقب بطل المغرب، وتم اختيار ستة سباحين للمشاركة في البطولة المغاربية.

خديجة الحوات واعية بالخطوات الهامة التي قطعتها في مجال يتقاطع فيه الهم الاجتماعي بالنشاط الرياضي، لكنها تبدو مشبعة بحافزية عالية لتوسيع مجال العمل ودفعه إلى آفاق أبعد في خدمة أوسع الشرائح، من منطلق إيمان وطيد بأن التوازن النفسي والتماسك الجسماني معناه إنسان مؤهل ليكون فاعلا في التنمية ومحورا لها.

و.م.ع

عن موقع : فاس نيوز ميديا