في قرار مفاجئ أعلن رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي مساء يوم الإثنين عن منع تنقل الأشخاص وتحركهم بكامل البلاد كإجراء احترازي لتطويق الإنتشار المهول الذي تشهده إيطاليا منذ 21 فبراير الماضي لفيروس كورونا المتجدد.
وتحت شعار (هاشتاغ) “لنلزم بيوتنا” دعا كونتي الإيطاليين إلى تغيير عاداتهم والتكيف مع ما أسماها بالإجراءات الصارمة بعدم التنقل والتحرك إلا لأسباب العمل، بعدما لم يصبح أمام البلاد أي اختيار آخر بحسب تعبيره، ف”الأرقام المهولة لانتشار الفيروس وما يستدعيه ذلك من توفير العلاج المصابين يستدعي منا تغيير عادانتا” يضيف رئيس الحكومة الإيطالية في حديثه من مقر الحكومة بقصر “كيجي” بالعاصمة روما.
وينص المرسوم الوزاري الجديد الذي أصدرته الحكومة الإيطالية على تمديد العمل بمقتضيات الحجر الصحي المطبق بجهات شمال البلاد منذ يوم الأحد الأخير إلى باقي جهات البلاد دون استثناء بما فيها تلك التي لم يصلها فيروس كورونا، والتي سيمتد العمل بها إلى غاية 3 أبريل القادم.
وتتلخص أهم قرارات المرسوم الوزاري في الحد من حرية تحرك الأشخاص وتنقلاتهم من منطقة إلى أخرى حيث أصبح لزاما على الجميع التزام بيته وفي أوسع نطاق التزام حدود بلديته ولن يسمح بتجاوزها إلا لأسباب العمل أو لظروف إنسانية قاهرة وبعد تصريح لدى مصالح الأمن التي ستعمل على التأكد من صحته وتتابع كل مخالف أو تصريح مزيف بمقتضايات القانوني الجنائي والتي تنص على غرامة مالية تبلغ 330 أورو وعقوبة سجنية قد تصل ثلاثة أشهر في حق كل من لم يمتثل للإجراءات الأمنية الجديدة لم يمتثل، هذا إضافة إلى إلى استمرار إغلاق المدارس والجامعات ومعظم المرافق العمومية الأخرى وجميع التجمعات وكذا تقليص أوقات عمل المحلات التجارية خاصة المقاهي والمطاعم التي لا يسمح لها بالعمل في أوقات المساء.
وعلى منوال المناطق الشمالية التي شملها القرار منذ يوم الأحد من المتوقع أن تشهد باقي إيطالي شللا عاما سيؤدي إلى وقف حركة المواصلات بجميع أنواعها، حيث كانت مجموعة من شركات الطيران ومن بينها الخطوط الملكية المغربية بوقف رحلاتها اتجاه المطارات المتواجدة بمنطقة الحجر الصحي، فبالرغم من عدم إغلاق الحكومة للمطارات والمحطات إلا أنها تمنع جميع المقيمين من المغادرة إلا لأسباب العمل وهو ما جعل حركة المسافرين تشهد شللا شبه يكاد يكون مطلقا.
وبالموازاة كذلك تم إلغاء منافسات كرة القدم إلى غاية 3 أبريل بعد أخذ ورد وبعد تهديد اللاعبين بالإضراب حيث تعرض القرار السابق بالسماح بإجراء المباريات الرياضية بدون جمهور انتقادات واسعة.
هذا وكانت اللجنة الإستشارية العلمية التي كلفها رئيس الحكومة الإيطالية بتقييم وضعية تفشي كورونا بالبلاد قد أوصت بالعمل على الحد من تنقل الأشخاص كحل وحيد للحد من انتشار الفيروس، وأن مواصلة الساكنة في عاداتها اليومية خاصة ارتيادها للمقاهي والمطاعم والأسواق التجارية يشكل خطرا كبيرا قد يؤدي إلى انفلات أمور الأمور أمام ازدياد حالات الإصابة بالفيروس.
للإشارة فإن إيطاليا أصبحت تحتل الرتبة الثانية عالميا بعد الصين في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، إذ بلغ مجموع الحالات إلى غاية مساء يوم الإثنين 9172، بمعدل حوالي ألف حالة في اليوم خلال الأسبوع الأخير، فيما بلغ عدد المتوفين من جراء الإصابة بالفيروس 463 هذا فيما حالات التعافي من الفيروس لا تتجاوز نسبة 8%.
عن موقع : فاس نيوز ميديا