محسن الأكرمين.
لما يمكن أن نستحضر مواقف تاريخية سابقة؟ لما يمكن أن نتعلم من الحيوانات والحشرات الحكمة، وحسن تدبير المخاطر؟.نعم لأحداث التاريخ عبرة وليست كلها ترف من التباهي، وقصص من العنتريات. لأحداث التاريخ تعليم لنا في اتخاذ المواقف السليمة والصلبة لمواجهة تلك المستجدات غير السوية مثل، فيروس “كورونا”. من الغراب تعلم الإنسان مواراة الموت ترابا، من النملة تعلمنا المثابرة والصبر ومعاودة الكرة لأجل حلم النجاح، من النملة تعلمنا أن الأنظمة الشمولية تنجح في تدبير المخاطر، وتأمر بالدخول إلى المساكن حيطة وقائية.
اليوم وفي ظل جائحة “كورونا” يمكن أن تكون هنالك عبرة من التاريخ آتية لنا من أضعف خلق الله. هي نملة سيدنا سليمان التي ذكر الله تعالى قصتها في محكم التنزيل من الذكر الحكيم. فحين سمعت حوافر جيش سليمان الهائل يقترب منهن، انبرى صوتها نداء بطبيعة النظام الشمولي المركزي في وادي النمل، انبرى صوتها الصارم وأمرت الالتزام بتنفيذ تعليماتها بالسرعة وتدبير سياسة الأمان والأمن من مخاطر حوافر جيش سليمان، قال تعالى: “وحُشِرَ لِسليْمَانَ جنُودُهُ منَ الجنِّ وَالإِنسِ والطَّيْرِ فهُمْ يُوزعُونَ * حتَّى إذا أتوْا علَى وادِ النَّملِ قالَتْ نَملَةٌ يا أيُّهَا النَّملُ ادخُلُوا مسَاكنَكُمْ لا يحطِمَنَّكُمْ سلَيْمَانُ وجُنُودُهُ وهُمْ لَا يَشعرُونَ* فَتَبسَّمَ ضَاحكًا مِّن قَولِهَا وقَالَ ربِّ أَوْزعْنِي أَنْ أشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنْعَمتَ عَليَّ وَعلَى والِدَيَّ وأَنْ أَعمَلَ صالِحًا تَرضَاهُ وَأَدخِلْنِي برَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحينَ” [سورة النمل].
هي النملة التي أخذت الحيطة الاستباقية من حوافر جيش سليمان قبل الاقتراب، هي النملة التي لم تترد في إصدار أمر شمولي بالدخول إلى المساكن. اليوم فيروس “كورونا” يشتد انتشارا مع المخالطة البشرية. اليوم” كوفيد 19″ أشد قوة وعنف موت من جيش إنس وجن سليمان. اليوم ” كوفيد 19″ أصبح حاكما وبدون عرش مرئي لتدمير العالم، أصبح يتنقل بين البشر بشكل خفي ولا يحدث رجة مثل حوافر جيوش سليمان. اليوم نعلم من سوء حوافر” كوفيد 19″ القاتلة بالعلم والتوعية الصحية.
من النمل نتعلم حكمة ملازمة المنازل وتطبيق الحجر الطبي التطوعي”الوقائي” قبل حظر التجول الإلزامي (كنظام شمولي). من قصة النملة نتعلم أن ” كوفيد 19″ خطير البأس، وأن الاحتياطات الإلزامية واجبة التنفيذ وبدون مراوغات تنطعية. من النملة نتعلم أن ” كوفيد 19″ لن يتم هزمه إلا بالتزام الأوامر وتطبيق تعليمات الدولة بشموليتها.
قد يتسبب ” كوفيد 19″ في تحطيم صحة المواطنين الغفل عن التعاليم الوقائية، قد يتسبب في حشر ضحايا كثر، لكن في العزل والالتزام بالبيوت ممكن أن نتغلب عليه بالمرة وبأقل الخسائر، ممكن أن تعود الحياة إلى الوطن والعالم وبدون خسائر جسيمة. حقيقة وجدت في قصة النملة وسليمان عبرة وحكمة علمتنا إياها تلك النملة البرية في وادي النمل التاريخي، فلما لا نتعلم ونحن نحمل العقل والتفكير وندعو جماعة ” كلنا مع الحجر الصحي الطوعي… نبقاو في مساكننا لمحاصرة فيروس”كورونا” من الانتشار”.
عن موقع : فاس نيوز ميديا