محسن الأكرمين.
ممكن أن يصدق المنجمون في افتراضاتهم وتخميناتهم القديمة، لكن حقيقة يمكن أن يكذب أصحاب الموضة الجديدة”الكوتشينغ، و مبشري التنمية الذاتية”. يمكن القول بامتياز غيابهم التام عن ساحة وغى “كورونا” النفسية، يمكن أن نقول بأنهم ألفوا تسويق منتوج كلامهم المليح خلف الكاميرات والميكروفونات المصففة، يمكن أن نبصم بحق على أنهم ينالون من حسن كلامهم وتبرجهم المستفيض مودتنا ومادتنا المالية، وقد نسجل أنهم أخلو ساحة مواكبة الناس في خوفهم وفزعهم من جائحة فيروس”كورونا”، يمكن أن نتيقن أنهم في مساكنهم آمين مثل وادي نمل سيدنا سليمان.
في ظل القصف اليومي عبر الإعلام والمواقع الاجتماعية بمستجدات “كورونا”، بات الناس في خوف وفزع متوتر، باتت الصحة النفسية للموطنين تحمل أنواعا من الوسواس القهري، وأضحت النفسيات المعتقلة طوعا ضمن وضعية الحجر الصحي أكثر سوءا وقلقا من ذي قبل، إنها حقا سيادة “كورونا” التي تتربع عرش الموت الافتراضي الآتي من مستقبل تفاقم الوباء وحدوث شيء ما !!! حفظ الله مع الوطن.
من أسباب تلك الاضطرابات النفسية والقلق المتنامي التي يعبر عنه المغاربة ب” الله يدير لي فيه الخير”، هي سلسلة الرعب وساعات من الجحيم جراء استمطار أخبار الداء بلا توقف وبتحريف الكذب والإشاعات، هي من بين الأعراض التي باتت تركب على تعبير المغاربة والتفكير في النتائج الكارثية بتخيلات أفلام الرعب ويزيد.
حقيقة لن نقلل من قيمة جائحة فيروس”كورونا” العلية بالتخفي والانتشار، لن نقلل من السياسة الحمائية الاستباقية والخضوع إلى الإقامة الجبرية بالمنازل (طوعا)، لكنا ننتقد سلوكياتنا التي بات الحديث فيها عن “كورونا” مثل حديث الحرب وإحصاء الضحايا، ننتقد أننا لم نقم بالتفكير في بدائل ترفيهية حياتية مع الأبناء و المصالحة مع القراءة، ومشاهدة بعض المواضيع الإخبارية والعلمية والوثاقية.
من نافلة القول المستحب مناولة الدعم النفسي العائلي(البيني) الذي بات ملحا الآن، وداخل كل الأوساط الاجتماعية، من حسن القضاء على القلق النفسي ل”كورونا” حلم ابتسامة جماعية في المستقبل الصحي لا الوبائي، من عزيمة القول الثقة في الدولة والإجراءات الوقائية والحمائية التي تدبر بها أزمة “كورونا”، من حسن الحد من الفزع والضغوطات النفسية الثقة في الأخبار الرسمية للدولة فقط، من حسن التدبير استحضار حكايات التاريخ وصناعة حس الإنصات داخل الأسر المغربية، لعلنا نجد أن أسرنا طيبة و بقيت على خير.
الابتعاد عن القلق والفزع لن تصنعه شوافة بالتنجيم، ولا عراف (ة) عصري(ة) فينا بالقول المليح، ولكن بيدنا الحل في التعامل مع جائحة فيروس”كورونا”، وفق الالتزام بالتدابير الحمائية الإلزامية، وكذا في صناعة فضاء تواصل للترفيه و تجسير ترميم فجوات الضغط النفسي القائم داخل الأوساط الاجتماعية.
عن موقع : فاس نيوز ميديا