العالم في عزلة كأن عاصفة رعدية اجتاحت أراضينا فقتلت الآلاف من البشر، عدو خفي انتقم لنفسه جاعلا العالم في خطر تحت تهديد الموت، هو فيروس المسمى متلازمة الشرق الأوسط، لا تلزمه تأشيرة لدخول أراضينا، لا يفرق بين ذلك وذاك، بين غني وفقير، بين ذكر وأنثى، فبسبب سوء الأحوال التي تمر بها بلادنا قرر المغرب أن يشدد إجراءاته ضد الوباء وقرر تعليق رحلات الطيران الداخلية والخارجية إلى إشعار آخر مع اتخاد إجراءات صارمة داخل التراب الوطني، فالشرطة المغربية تراقب احترام السكان لقرار الحجر الصحي للحد من انتشار فيروس كرورونا، حتى لا يتكرر نفس الخطأ الذي تواجه إيطاليا نتائجه وعواقبه ودول أخرى مثل إسبانيا فلا إجراءات استباقية اتخذتها ولا علاجات كافية ولا قدرة على محاصرة الوباء.
لكن بالأمس خرج جماعة من السكان بمدينتي طنجة وفاس يتضرعون ويصرخون، مطالبين الرحمة والمغفرة على حد أقوالهم، إلا أن هذا السلوك اللامسؤول والطيش وجهلهم لما قد تقودنا تصرفاتهم قد يؤدي بنا إلى الهاوية لا مناص فيها.
لنستدل بقول أمير المؤمنين عليه السلام. الناس ثلاثة.. بصريح العبارة الناس على ثلاثة أحوال.. عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق.
فهم لم يستضيئو بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، حمقى من الناس لا نظام لهم كالبهائم لا فهم لهم ولا عقل سليم، لا يبحثون عن وسيلة نجاتهم.
سرعان ما يتجمعون كالذباب، فنعثوهم بالهمج، أقامو سخبا بالأمس، إنهم يميلون مع كل ريح هبَت، لا يسيرون على درب الحق والرشاد، فالقادم أسوء.. Préparez-vous à ce qui s’en vient جماعة من الناس يسيرون مشاة.. عراة الفكر، يستنجدون ويتضرعون، جهلاء يدعون المعرفة.. يقول جورج برنارد شو: “انتبه ادعاء المعرفة أشد خطرا من الجهل”.. خرجوا من مرتع آمن خوفا من أن تصيبهم العدوى، أحدثو أصواتا وصيحات كالكلاب تنبح وتصرخ.
فحين تنعكس المفاهيم، الصواب لا يجد لنفسه مكانا، فالويل لأمة خلَطت المفاهيم واستبدلت التصورات، لم تعد تفرق بين ذلك وذاك، فمنهم من أفتى بقوله ومن أمر وحرض بكلامه.. جماعة من الرعاع، لا قانون امتثلوا لأمره، ولا نظام عملوا على تطبيقه ولا هم ساروا على منواله، كثر لغطهم وصياحهم كالبهائم، فضبط النفس ورجاحة العقل والرَزانة أصبحت مفقودة.
بقلم: شهبي ادريس
عن موقع : فاس نيوز ميديا